الثلاثاء، 22 مارس 2022


*** أمي   ***

رابطة حلم القلم العربي 

***   أمي    ***

بقلم الشاعرة المتألقة :  نداء طالب 

***    أمي   ***

ترتيلةٌ صافيةٌ من فمِ ملاكٍ

نزلتْ للأرضِ رذاذَ رحماتٍ

شقَّتِ الغيمَ وهطلتْ بركاتٍ 

ضمَّتها أكفٌّ من نورٍ وطهرٍ

فكانت أمي 

خيوطُ حبٍّ نُسجتْ بليلٍ

رقيقةٌ جميلةٌ طرية ٌ لامعةٌ

ان تبسَّمتْ هدأ عويلُ الرِّيحِ

وإن بكتْ ضجَّ الوجودُ بأدمعهِ

هي أمي

كبُر التعبُ وكبُرتْ جمالاً

أُرهِقَ الجسدُ طويلا ًطويلاً

تعملُ مثابرةً ،والناسُ نيامٌ

وبذرةُ الخيرِ نبتتْ سنابلاً

هي أمي

جابتِ الجبلَ والسهلَ والتلالَ

زرعتْ، حصدتْ أغنيةً لموالٍ

دمعةٌ لؤلؤةٌ ذرفتْها مناجية ً

ربي احمي الأهلَ والعيالَ

هي أمي 

ننامُ وعينُها ساهرةٌ قلقةٌ

والعتمةُ تُخفي همَّها والألمُ

حين شروقِ الشمسِ تصحو

بابتسامةٍ يحدوها الأملُ

هي أمي 

غلبتِ الزمنَ الرديءَ دهراً

تضيقُ عليها كأزِقَّة الضيعةِ

تتَّسعُ إن رأتْ بسمتَنا البريئةَ

تعاودُ نشاطَها كألفِ امرأةٍ

تدوسُ القهرَ تنهضُ عنيدةً

هي أمي 

بصبرٍ وجمالِ دعاءٍ وبسمةٍ

غلبَها المرضُ غدراً وقسوةً

لازمَها الكرسيُّ عِقداً عِقداً

حتى عانقَها عناقَ الصحبةِ 

هي أمي 

دوماً تعاندُ الرغبةَ المريحةَ

تسكبُ الآه بدمعةٍ خجلى

بصمتٍ وسموٍّ وجلالٍ ساهمةٌ

تدعو الله بإيمانِ العاجز ِ

تثقُ أنّ ما عندَ الله حقيقة ً

هي أمي 

من جعلت لنا الجنّة بالدنيا

ستكونُ تحت أقدامِها مطيعةً 

تفتحُ لها السماواتُ السبعُ

تشملنا بشفاعةِ الشهيدة ِ

تلك حكاية أمّي 

بقلم : نداء  طالب 

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق