*** يا طارق النار ***
رابطة حلم القلم العربي
*** يا طارق النار ***
بقلم الشاعر المتألق: إبراهيم موساوي
*** " يا طارِقَ الدَّارِ " ***
يَا دارُ ، هيَّجتِ أشْجانِيَّ يَا دارُ
لمَّا سِهامُ البِلَى أصْمَتكِ يا دارُ
لفَّتكِ في سُدُفِ الإهمالِ نائبةٌ
وثارَ فيكِ من الهجرانِ إعصارُ
ماذا دَهاك ، لِماذا الغمُّ مُنسَدلٌ
عَليكِ واعْتمَرتْ فَوْدَيكِ أكدارُ
أيْنَ انْثيالُ البَها ، والطَّوقُ مُزدهرٌ
وأيْنَ ذاكَ الجَمالُ الغضُّ والشَّارُ
أيْنَ الأنيسُ تُرى هَلْ باتَ مَرتعُهُ
قَفرًا ، وأيْنَ القِرَى والضَّيفُ والجارُ
يا طَارقَ الدَّارِ ، لَا تَطرقْ مَسالِكَها
فَالأهلُ قَد رَحلوا ، فاتَتْكَ أخبارُ
ألَا تَرى رُتُجَ الأبوابِ مُوصدةً
وفَوقَها لِبُغاثِ الطَّيرِ أوكارُ
كأنَّهَا لمْ تَكُنْ بِالأَمسِ مُشرَعةً
يَرتادُها للنَّدَى والنُّصحِ زُوَّارُ
أوْ أنَّها لمْ تَكُن تُغني مُؤَمِّمَها
ولمْ تصِلْ مُعدِمًا جَرَّتهُ أوطارُ
أيْنَ الَّذينَ ازْدهتْ فيها بِطلعَتهِمْ
نَوافذٌ ومضافاتٌ وأسوارُ
هل اِنتَحوْا دُججَ الأرماسِ أم ظَعنوا
وأسْلمَتهُمْ إلى الأمْصَارِ أقدارُ
غابُوا وغابتْ عنِ الأفناءِ بَهجتُهمْ
ولم يَعدُ مِنهُمُ سَعدٌ ومُختارُ
لقَد سَرى فَوقَهُمْ طيفُ الزَّمانِ وَلمْ
يَحفظْ عهودًا ، وطيفُ الدَّهرِ غدَّارُ
وفقتُ أمسِ على آثارِهمْ كَمدًا
فَلم تواسِ شُجُونَ القلبِ آثارُ
فَفاضَ منِّي حنينٌ متلفٌ كَبدي
وانهلَّ حُزني ، ودمعُ العينِ مِدرارُ
أيَْن الحديقةُ هلْ جفَّتْ جَداولُها
وأيْنَ مِنها غُروسَاتٌ واشجارُ
أين الرِّياضُ و نَفحُ الزَّهرِ يغمُرها
أينَ الورودُ وأين َ الآسُ والغار
كانتْ جِنانًا وكانَ الزَّهوُ دَيدنها
والحُسنُ فيها جَنًى بالعينِ يُشتارُ
أينَ الهزارُ وما يَشدوهُ مِن نغمٍ
فوقَ المَيَّادِ ومَا يحكيهِ وَرْوَارُ
أينَ الجمالُ وطَرْقُ الغِيدِ روضَتهُ
مُزَغرِداتٍ تُحادِيهِنَّ أسْرارُ
يا دارُ قدْ شرَدَ الأهلُونَ وانًتشَروا
كلُّ عذابَ النَّوى والبينِ يَمتارُ
تبًّا وتبًّا لأحلامٍ بِهمْ ذَهبَتْ
ودُونها يَتهاوى الأصلُ والدَّارُ
متَى لِذاكَ الحِمى تَشتاقُ أفئِدةٌ
ويَجتَبيها إلى الأحْضانِ إدبارُ
وتَنتهي عندهُ ، والوُدُّ يَكلؤها
والحبُّ يَغمرُها ، تُضفيهِ أنوارُ
إذ ذاكَ تَعتَمرُ الدارَ انْتعاشَتُها
وتَنجلي غُمَّةٌ طَالتْ وأكدارُ
بقلم : إبراهيم موساوي
......! 4 11 2021
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق