الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021


***  اذهب   ***

رابطة حلم القلم العربي 

***   اذهب   ***

بقلم الشاعرة المتألقة : راوية شعيبي

***  اذهب    ***

راوية شعيبي 

-----------------------

اذهب حيث الدفء

و لا تمسك يدي

فإنّ أصابعي ثلج

لا تلبسها قفازاتك

لأنّها ستذوب 

و تبللك ...

لا تناولني كأسك لأنّي 

 سأحترق بلظاك ثم تغيبني ظلماك ...

سأكون غيمة تنأى عن خدها النجوم

و أسافر في ليل شاسع لأتلاشى ...

قنديلا تؤججه الريح ...فينطفئ

اسكب كأسك على أرضي ...

فإن ذاكرة رمالها عطشى لخطاك ...

 سنوات العمر ...مضت

كان البحر فيها منقلبا عليّ

و تجاعيده الحزينة منغرسة في جلدي 

دموع حمراء ...

 أشرقت الشمس في فنجانه

فكان طاولة رهان هرم ...

و حين عرف أنّي سليلة البرد 

أخذ معطفه و جلس خلف تلال الغياب

يقلب موجه الضاحك شقوق جرح ...

أنزويت إلى وحدتي 

أنادي طيفا سكن الأمس 

أخبره عن حرقة البعد

كأن السلام ما عاد بمقاس يدي 

كأن عيني تخاف الغد 

أو روحي التي كفت عن معانقة الوجد 

 غيابك يا أبي :

جمرة شعور متجدد

لهفة شوق يتقد

ذاكرة تتلظى و لا تخمد

قصيدة حرنها متلبد 

قيثارة تعزف لحن تشردي 

دمعة محترقة في مآقي توددي 

عزلة تردد لحن تيهي و سهدي 

أيام تتوالى على إيقاع منفرد 

أبي جنة الأمس و سكون تمردي 

صمت دؤوب على صبري و تزهدي

أعود و أجراس الوجع 

تقرع في أذن الصبر 

في مجرى الملح 

إنها تمطر بغزارة

لتوقظ وقع خطاك في الطريق

 أبحث عنك في كل الإتجاهات 

و أجوب الذاكرة بكف فارغة...

لا شيء فيها ...

إلا صورة أمس حزين

السماء تبكي

لتنبض حبيبات أرض

أحرقتها شموس الهجر

وجه الفضاء عابس

لتبتسم الحياة في أعماق السكون ...

لا معطف لذاكرتي

أو مظلة لأفكاري

حتى أمنع عنف البرد عني

أنزوي لدفتري حيث موقد الحروف

يحيي دفء الشعور في سري

آه قد قلت في وقفة النخيل 

يشبهني تشرين 

حين أكون ...

متلهفة /متشوقة/مترقبة

و أصبح...

متكبرة/متجبرة/متقلبة

يشبهني تشرين 

لأنّي أخذت عهدا مع الشمس بأن لا تحرق سمائي

فأحرقت كبدي...

و صافحت خضر المنابت حين راقصت الغيم المسكوب

فانقلبت على قلبي دمعا متدفقا...

يشبهني تشرين ...

لأنّي أودعت الفصول السابقة كل أحلامي

فجعلتها أخبار الساهرين و المتملقين 

و تركتها في مهب الوجع جرحا هامدا ...

يشبهني تشرين ...

لأني في نزال دائم مع الصمت 

مذبوحة في وتر حزين

مرفوعة على أكتاف مشاعر غاضبة

مسلوبة الإتجاه لا صوت لي

إلا ريح العدم ...

يشبهني تشرين ...

لأني أثور حتى أنسى الجرح

و أصرخ ملء الريح حتى أمحو الملح...

لتعود تربة الأيام ساكنة

لا منبت فيها إلا للنسيان ...

تراني أنسى / أم أدعي 

 أتجاهل /أم أتقمص اللامبالاة

من وطأة الآه في روحي

أسير بصدر مثقوب...

كل شيء يسقط منّي

إلا قلبي متمسك بتلابيب نبض مشروخ...

بقلم : راوية شعيبي 

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق