الجمعة، 27 نوفمبر 2020


*** من يرد ماءها قد يبتلي   ***

رابطة حلم القلم العربي 

من يرد ماءها قد يبتلي 

بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي 


***(( مَن يَرِدِ ماءَها قَد يَبتَلي ))***


يا ساحِِرَةَ القَوام تَمَهَّلِ ؟ 


في خَطوِكِ ... لِبُرهَةٍ تَدَلَّلِ


إنٌَ لي قَلبُ طِفلٍ فلا تَعجَلي


وَحاذِري أن تُكثِري ذاكَ الدَلال ... فَأبتَلي


سُبحانهَُ خالِقي حينَما أبدَعَ في خَلقِهِ أمثولَةً


بَل آيَةً لِلعالَمين ... والناسُ مِنَ خَلقِهِ تُذهَلِ


خَمائِلُُ في رَوضِها أزهَرَت سُبحانَ مَن أبدَعَ في صُنعِهِ الكامِلِ


رَيحانَةُُ تَزدَهي نَضارَةً ... والورودُ في لَونِها كالغادَةِ إذ تَخجَلِ


زَنابِقُُ تَمايَلَت في رَوضِها المُبَجٌَلِ ...  


وأشرقَت ما بينها زَهرَةُ القُرُنفُلِ


يا لَرَوعَتِها حينَ نَشهَدَها ... كالبِساطِ المخمَلي


تَغدو بِهِ الغادَةُ كالمَهرَةِ من نَسلِها الأصائِلِ


فَتُذهَلُ نُفوسنا ... يا لَلجَمالِ المُذهِلِ


ما أحسَبُ رَوضَكِ إلا ومِن حُسنِكِ يَنهَلِ 


ويَرتَوي مِن سِحرِكِ المُبهِرِ ... 


غُصونُ صَفصافَةٍ تَنحَني من سِحرِكِ تَثمَلِ


فإذا مَرَرتِ بها الرِياض ... تَوَقٌَفَت من فَورِها قَوافِلي


والغادَةُ تَنظُرُ خِلسَةً ... لِبُرهَةٍ ... وبعدَها لِلجُفونِ تُسبِلِ


فَشاقَني حِوارها ... يا وَيحَهُ تَوَسٌُلي


دَنَوتُ من رَوضِها ... قَد بُعثِرَت سُبُلي


هَل أنظُمُ قَصيدَةً في وَصفِها ... من بَحرِهِ غَزَلي ؟


فَلاحَظَت تَقَرٌُبي وشَوقِيَ المُستَرسِلِ


فأوجَفَت تَحَسٌُباً من فارِسٍ مُقبِلِ


وعِندَما بَلَغتَها هَمَستُ مُبتَسِما ... فارِسُُ ألقى السِلاح


لِخَيلِهِ في حَربِكِ مُطلَقاً لا يَعتَلي ... 


مُسالِماً يَسعَى على الأرجُلِ


فَهَل لِظمآنٍ إلى بَحرِ العُيون ... بِشُربَةٍ من مائِكِ ... عسى الهُمومُ تَنجَلي ؟


هذي العُيون ... سَلسَبيلُُ ماؤها ... بِطَعمَةِ العَسَلِ


ومَن يَلومُ مُغرَماً إذ يَرتَوي ... وَمَن يَلومُ المُبتَلي ؟


تَمَهٌَلَت في مَشيِها ... وخَطوِها المُدَلَّلِ


نَظَرَت إلَيَّ في لَهفَةٍ ... يَشوبها بَعضُُ مِنَ الخَجَلِ


ودَنَت نَحوي ... بِثَوبِها القُرُنفُلي


لا يُسعِفُ الغَزَلُ شاعِراً مُذهَلاً ...يا وَيحَهُ غَزَلي


فَأربَكَت خاطِري... ودَمٌَرَت قَصائِدي بَل دَمٌَرَت زَجَلي


حينَما وَضَعَت يَدَها في يَدي ... فَلاحَ لي أجَلي


وأسبَلَت لي جَفنَها ... يا لَرَوعَتِها حينَما تُسبِلِ


وإن هِيَ تَبَسٌَمَت ... عَجٌَلَت في مَقتَلي


فيا لَها من وَرطَةٍ ... ويا لَهُ ... في حُمقِهِ أمَلي


بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي


اللاذقية ..... سورية

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق