الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020


*** هل نودع الخريف   ***

رابطة حلم القلم العربي 

*** هل نودع،الخريف   ***

بقلم الشاعر المتألق : عبد الكريم الصوفي 


*** ( هل نوَدٌِعُ الخَريف )  ***

والمِقعَدُ أصبَحَ موحِشاً بارِدا

أينَ التي تَمَثٌَلَت في خاطِري جَسَدا ؟

هَل غادَرَت تِلكَ الدِيار ... تَزَمٌُراً منَ الخَريف ؟

تَساقَطَت أوراقَهُ ... بَعضَها لِبَعضِها مُقلٌِدا

صَفارَها ... تَشوبهُ حُمرَةُُ

وبَعضَها لَم يَزَل في غُصنِهِ منَ الخَضارِ جُرٌِدَ 

من نَسمةٍ يوشِكُ أن يَطيرَ بُرهَةً قُبَيلَ أن يَهمدَ

هَل أحزَنَ روحَكِ الخَريف ... وهيَ تَستَنكِرُ المَشهَدَ؟

أم خَشيتِ الشِتاء ؟ في أُفقِهِ مُزَمجِراً راعِدا

وفَجأةً وكَأنٌَ طَيفَها ... من خِلالِ الظِلال ... تَجَسٌَمَ مُنشِدا

هَيٌَا إلى كوخِنا ... نُشعِلُ المَوقِدَ

في داخِلِ كوخِنا هَمَسَت ... مالي أراكَ مِن الشِتاءِ مُرتَعِدا ؟

أنا هِيَ ... لَحمي دَمي ... روحيَ ... لا يَنفَعُ التِرَدٌُد

نَظَرَت نَحوِيَ بُرهَةً وأسبَلَت جَفنَها تَوَدٌُدا

تَنَهٌَدَت كَسالِفِ عَهدِها ... كَم شاقَني أن تَنهُدَ

تَلامَسَ الجَسدان ... روحاً كَما جَسَدا

هَمَستُ في أُذنِها ... أنتِ حَقٌَاً غادَتي ؟

ولَستِ طيفاً أمرَدا ؟

تَضاحَكَت كأنٌَها مَهرَةُُ تَصهَلُ في ذاكَ المَدا

يُرَدٌِدُ الصَهيل صَوتَ الصَدى

قُلتُ في خاطِري .. أضُمٌُها فَعِطرها نَفسَهُ

والرِضابُ لم يَزَل طَعمهُ على الشِفاهِ شاهِدا

وصوتها وشوَشاتُ بُلبُلٍ ... يُرَتٌِلُ لِلحَبيبِ مُنشِدا

وتَشهَدُ النارُ مُضرَمَةً ... يُسَعٌِرُ لَهيبها المَوقِدَ

بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي

اللاذقية ..... سورية

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق