*** على سفرة الذكريات ***
رابطة حلم القلم العربي
*** على سفرة الذكريات ***
بقلم الشاعرة المتألقة: ليلى الرحموني
*** على سفرة الذكريات، ***
تجلس هي وهو بدعوة من قدرهم القريب البعيد......!
كلاهما يدرك جيدا أن دعوة الفراق قد حانت بتوقيت القدر..... ! إرتدت هي ذات الفستان الأنيق الذي ارتدته أول لقاء لهما..... لتراه مرتديًا ذات البدلة التي رأته فيها لأوّل مرّة....... رشت من عطر الألم و الحسرة.... ، لتستنشق الرائحة ذاتها في جسده وهما على عتبات الوداع اللعين......يأتي اللوم وبيده قائمة الطعام، يستقبلهما بابتسامة صفراء ساخرة ومعه معطفيهما اللذان طلبت منه أن يعلّقهما مع الماضي......ألقيا نظرة على تلك القائمة دون أن يتبادل النظرات أحدهما على الآخر...... ! يطلب كليهما مقبلات من النسيان..... فالذكرى مقبلات محرّمة.....وكطبق أساسي الكثير من العتب والحسرة و الأسف!! تمسك هي بسكينة اللباقة والدلال بشجاعة ويمسك هو بشوكة تقاليد القطيع المتطرفة بتعنت ليثبِتا أنّهما لم يعودا نسخةً طبق الأصل!
يسرد عليها همومه لتفهم أنّها ما عادت همّه الأول.......تهديه عطرًا من الجرح والخيبة الثقيلة كهدية أخيرة..... لتراه يهديها "عقدًا" من الجرح ذاته والخيبة المؤلمة ذاتها........كم أن العشاق مساكين و أغبياء.....!! وعند دفع الحساب تركا بقشيشاً من المكابرة......ووضعا شوقهما في حقيبتيهما وهما بالمغادرة.......يمدّ الفراق اللعين باللوم يده ليصافح كليهما فيمرّ الحبّ الحزين بجانبيهما دون أن يتعرّف إليهما.......فلم يعد لهما بريق الأبرياء....ولا شوق الأوفياء...... ولا حكمة وطهر الصالحين و الأولياء........ .؟!
بقلم: ليلى الرحموني
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق