*** عجبا لك يا قلبي ***
رابطة حلم القلم العربي
*** عجبا لك يا قلبي ***
بقلم الشاعر المتألق : إبراهيم العمر
عجبا لك يا قلبي
بقلم الشاعر إبراهم العمر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عجبا لك ، يا قلبي، كأنّ جروح الماضي لم تؤلمك في الماضي ،
كأنّك قد نسيت كل ما عانيته من آلام ،
صدى صراخك ما زال يجوب في أرجاء عظامك .
كأنّك تريد اليوم أن تستشعر آلام كل الجروح ، وكل الأوجاع ،
كأنّك تريد أن تستجمع كل صراخ الماضي ،
كأنّك تريد أن تنبش في القبور ،
كأنّك تريد أن تستعيد كل الأحداث
وتحاسب نفسك على كل التفاصيل
جروحك لم تزل تدمي ،
دماؤك ما زالت ساخنة ،
دموعك حفرت مسالك ومجاري على خدّيك ،
خوابي الهم والقهر والحرمان ملآنة في مخازن صدرك ,
سراديب روحك تفيض بالوحشة ،
جسدك ما زال يرتعش من الرهبة والخوف ،
صورة الحياة لم تزل مغبّشة وغير واضحة أمام عينيك ،
الصقيع لم يزل يسري في عروقك ،
جلدك لم يزل لونه ازرق بلون الموت ،
صرختك لم تكتمل بعد ،
صحوتك لم تكتمل بعد ،
جزء كبير منك لم يزل في حالة اللا وعي ،
جزء كبير منك لم يزل في حالة الكوما ،
جزء كبير منك لم ينتم بعد للحياة .
أنت تعيش في الموت ،
أنت تموت بين الدقيقة والدقيقة ،
تلك هي الحقيقة .
الحقيقة أنّك لا تدرك حقيقة الموت .
الموت هو الحقيقة الوحيدة التي عشتها والمتبقية في حياتك .
الموت هو الانتظار الوحيد لديك .
يمكنك أن ترمي أجندة مواعيدك
فكل مواعيدك أوهام
كل مواعيدك أكاذيب ،
كل مواعيدك قصص وحكايات ,
كل مواعيدك ربح وخسارة ،
كل مواعيدك أخطاء وذنوب ،
كل مواعيدك غدر وخيانة ، خداع ، غش ، كسب غير مشروع ، حب محرم ….
الموت هو الموعد الحقيقي الوحيد ؛
يمكنك أن تكتبه على كل صفحاتك ،
يمكنك أن تكتبه في كل الأوقات ،
يمكنك أن تشعر بقدومه مع كل الخطوات ،
قد يكون هو مع كل لمسة ،
مع كل غصّة ,
مع كل وخزة ،
مع كل صرخة ؛
لا يفصلك عنه سوى الأمل وهو أقرب إليك من حبل الوريد.
اشعر بانّ جزء من كياني يتلاشى مع كل كلمة ، مع كل حرف .
اشعر بانّ قوة خفية تجرفني نحو مصير محتوم ،
وأن سلاسل غير مرئية تكبل إرادتي ،
وانّ ذنوبي تثقل كاهلي ،
وتزهق أنفاسي...
أتلّمس أنوار الإله من خلال فتحات الغيوم .
أفتش عن أزهار دوّار الشمس
واشعر أن خفقانها مضطرب متسارع مثل دقات قلبي..
ابحث عن لوحات مضيئة في دفاتر الأمس ...
أبحث عن كلمات ومعاني جميلة في سجلات الهمس..
أجوب بعيوني في الأرجاء..
أبحث عن طيور الدوري ؛
تغرّد على شرفات الأمل….
تغّرد وترفرف بأجنحتها ،
تتجاهل الكواسر في السماء ؛
تنشر البهجة والسرور رغم عمرها القصير..
كم هي بريئة تلك العصافير ؛
تغنّي رغم المطر ،
رغم البرد ،
رغم العواصف والأعاصير..
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق