الخميس، 22 أكتوبر 2020


*** الغروب الحزين ***

رابطة حلم القلم العربي 

*** الغروب الحزين ***

بقلم الشاعر المتألق : محمد عبد الكريم الصوفي 


***  ( الغروب الحزين )  ***


حاورتهُ خاطِري عندَ الغُروبِ ... أستَرسِلُ  


يا لَلغُروب في الخَريف ... وجَوٌِهِ ذلِكَ الحالِمُ المُذهِلُ


نَسائِمُُ تُحَرٌِكُ أوراقَها الأشجار ... لَها حَفيفُُ


في العُروقِ كالشَذا يوغِلُ


كَم تَنجَلي لِلروحِ أحزانَها ... يَشوقُها التَأمٌُلُ


وتَستَريحُ النُفوس ... كَم تَرتَجي وتَأمَلُ


ذَهَبتُ لِلرَبوَةِ في الجِوار ... تُشرِفُ على البِحار ... 

 والأماني في القُلوبِ تَهدُرُ


بَلَغتُ قِمٌَتَها ... يا لَها الآفاق ...بركانها لم يَزَل يُسَعٌَرُ


صُبِغَ الكَونَ بالأحمَرِ ... تَشوبهُ صُفرَةُُ كَم بها يَجهَرُ


والبِحارُ لوٌِنَت و كَذا السُهولُ ... لِلخَيالِ مُوئِلُ


أجواءُ أُسطورَةٍ ما أرى ... مَلاحِمُُ في سِفرِها تُستَذكَرُ 


من عَهدِهِ ( عِشتارَ ) يا لَهُم أجدادُنا الأوائِلُ

لِعَهدِهِم في لَمحَةٍ أعبُرُ


مَعارِكُُ هَزائِمُُ ... أشلاء ... والرايَةُ تُكسَرُ


أو تَزحَفُ الفَيالِقُ والسُيوفُ تَصهَلُ ...

 تُرَفرِفُ الرايات حينَما تُنصَرُ


روائِحُ الشُهَداءِ تَملئُ الأجواء ... لِمَجدِهِم تُسَطٌِرُ


صَبيَُةُُ تَنوحُ في أجمَةٍ بالجِوار ... قَد أبكَتِ الأشجار


أسرابُُ طَيرٍ ... قَد حَلٌَقَت في أفقنا تَرحَلُ


رَحيلَها كَم يُثيرُ الشَجَن ... ودَمعَةُُ لِلرُموشِ تَعبُرُ


نادَيتُها ... يا غادَةً ألقَت بِها أقدارُها ... وحِزنها ظاهِرُُ لا يُستَرُ


قَد أوشَكَت شَمسنا على الغُروب ... فمَتي

لِلرَبوَةِ نُغادِرُ


هَل غادَرَ روحَكِ الحَبيب لَعَلٌَهُ في غَدٍ يَعودُ يَعتَذِرُ ؟


قالَت ... وهي تَجهَشُ ... هَل يَعودُ الشَهيد وروحُهُ لِلبَرزَخِ تَعبُرُ ؟


دَنَوتُ من مَكانِها ... قَد ساءني الخَبَرُ


دُموعُها تَسيلُ على خَدٌِها وتُهمَرُ


قَد جَفٌَتِ الشَفَتان ... ورَعشَةُُ فيهِما ... والجَفنُ مُنسَدِلُ


أسكَتَني حزنها بُرهَةً ... 


قاوَمتُ نفسي أن يَشوقها البُكاء ... لا يَنبَغي أن يَبكيَ الرَجُلُ


بِصَوتِيَ المَخنوقِ قَد سألتها ...  


مُذ مَتى إستُشهِدَ الفَتى ؟


قالَت ... مَضَت ثَلاثُُةُُ منَ السِنين ... وحُزني لا يَستَكين


نَظَرتُ للأفُقِ الحَزين ... ودَمعَةُُ في رُموشي تَلمَعُ و تَبين


قالَت ... لَعَلٌِيَ أحزَنتَكَ ... ولا تَزالُ في المَشهَدَ

 الجَميل وقتَ الأصيل تَنظُرُ


أجَبتها ... أهوَ زوجَكِ ... أم الحَبيب ؟


قالَت ... بَل الحَبيب ... وعاوَدَت ذاكَ النَحيب


قُلتُ في خاطِري ... يالَلوَفاء ... ويالَهُ دَمعُها هذا الغَزير


وَدٌَعتها ... وسِرتُ مُطرِقاً بَل ساهِمَ التَفكير ...


نادَت ... تَمَهٌَل يا فَتى ... وعلى دَربِكَ دعني أسير 


فَهاهُنا عَرِفتُهُ ... وها هُنا كُتِبَ في لَوحِهِ المَحفوظِ ذاكَ المَصير


قُلتُ في خاطِري يا رَبٌُ هَوٌِن لَها دَربَها يا وَيحَهُ الدَربُ العَسير

بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي

اللاذقية ..... سورية

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق