الأحد، 18 أكتوبر 2020


*** لا تيأسي  ***

رابطة حلم القلم العربي 

*** لا تيأسي  ***

بقلم الشاعر المتألق : عبد الكريم الصوفي 


*** ( لا تَيأسي )  ***

كَأنٌَها أدرَكَت بِحِسٌِها ... حينَما يُغادِرُ قَلبَها الفَرَحُ

لَم يَبقَ مِن حَولِها أَمَلُُ بِوَجهِها يُفتَحُ

هذا ذَليلُُ ... وبالنِفاقِ يَصدَحُ 

وذاكَ مُنتَهِزُُ لِلفُرصَةِ ... إذا سَنَحَت يَشبَحُ

تَراهُ في سَعيهِ مِثلَ الكِلابِ يَنبَحُ

ذِئبُُ على البُؤساء ... وفي حُضورِ الأقوِياء هِرٌَةُُ تُبطَحُ

وأمامَ السَيٌدٍ ... تَراهُ جَروُُ وبِالذَيلِ كَم يُلَوٌِحُ

يُطَأطِئُ رَأسَهُ .... لِلسَيٌِدِ يَمسَحُ حِذاءَهُ ... ويَفرَحُ

ولِكُلٌِ مَن هُوَ دونَهُ ... يَذُمٌَهُ ... وَيَقدَحُ 

تَغَيٌَرَت طِباعنا ... صِرنا عَبيدُ الدِرهَمِ ... مَن يَمتَلِكهُ يَربَحُ 

السادَةُ ذَووا النُفوذ ... والنُقود ... مَن يَتٌَبِعهُم يَنجَحُ 

وقَطيعُُ مِنَ المُنافِقينَ ... في بابِهِم راكِعين أو هُمُ سُطٌَحُ

يُرَتٌِلونَ النَشيدَ في مَدحِهِم ... يُمسي عَلَيهِ السيٌِدُ ... ويُصبِحُ

أسواقنا تَجوبُها الساقِطات .... والعِطرُ مِنهُنٌَ لِلمِهنَةِ كَم يَفضَحُ

ماذا أقول ؟ ..... وكَيفَ لي بالكَلامِ أشرَح ؟ُ 

قُلتُ إذهَبي ... لِلكاهِنِ في حَيٌِكِ ... يَنصَحُ 

قالَت ... قَد ذَهَبتُ لَهُ ... رأيتهُ بِحَمدِ سَيٌِدِهِ يُسَبٌِحُ

أجَبتها ... إنزَحي يا غادَتي ... قَد يَفوزُ النازِحُ 

قالَت ... لأيٌِ البلادِ أنزَحُ ؟

أجَبتها ... يا غادَتي هاجِري ... رُبٌَما حَظٌَكِ في الغُربَةِ أوضَحُ 

قالَت ... في المهجَرِ يَترُكونَ الكِلابَ ... وراءَنا تَنبَحُ 

والجُنود لِلجُموعِ تَضرُبُ ... أو تَذبَحُ

أجَبتَها ... أغلَقتِ أبوابَ السَماء ... فَكَيفَ أقتَرِحُ ؟

ياغادَتي ... لِمَ لا تَعشَقي ... فالعِشقُ لِلمُهجَةِ قَد يُفرِحُ ؟

قالَت ... هَل أراكَ تَمزَحُ ؟

أجَبتها ... مُطلَقاً .... فالعِشقُ للدُروبِ قَد يَفتَحُ

تَبَسٌَمَت .... وأسبَلَت ... خَيالها في أُفقِهِ يَجمَحُ

تَوَرٌَدَت ودَنَت ... كَأنٌَها في حلمِها تَسبَحُ

فَقُلتُ في خاطِري ... لَعَلٌَها لي تُلمِحُ ؟

يا وَيحَها نَصَحتُها ... مَن لي ومِن وَرطَتي يَنصَحُ ؟

بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي

اللاذقية ..... سورية

توثيق : وفاء بدارنة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق