*** لحظة ضعف. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** لحظة ضعف. ***
بقلم الكانب المتألق : جمال الدين خنفري
*** لحظة ضعف. ***
دخلت المحلَّ التجاري بخطًى مترددة، تتلفّت حولها في وجلٍ كأنها تَخشى أن يراها أحد. جالت ببصرها بين السّلع المعروضة، وتوقفت أمام رُكنٍ للحلوى. هفت نفسها إليها، واشتعل في داخلها صراعٌ بين الحاجة والحياء.
وفي غمرةٍ من ضُعفٍ عابرٍ، امتدّت يدها المرتجفة، تناولت علبة صغيرة، وأخفتها تحت سترتها، ثم أسرعت نحو الباب.
لكن قبل أن تخطو خارج المكان، أوقفها صوتٌ حادٌّ، وقد كشفتها الكاميرا المثبتة عند المدخل.
ارتبكت، تجمّدت في مكانها، وتهدّجت أنفاسها وهي تُحاول تبرير ما لا يُبرَّر.
تقدّم رجلٌ طويل القامة، عريض المنكبين، وجهه مستدير تلوّنه حمرة واضحة، عيناه ضيقتان تتوهّجان ببريق حاد يوحي بنظرة ثاقبة.
شهد الموقف، فاستأذن البائع ودفع ثمن ما أخذت، ثم التفت إليها بصوت هادئ يختلط فيه العطف بالعَتَب:
ـ ما الذي دفعك إلى هذا يا ابنتي؟
خفضت رأسها، وقالت بصوت متهدّج:
ـ لم أفعلها عن سوءٍ يا سيدي، ولكن الجوع قهرني، وأنا بلا عائل ولا مورد رزق.
ساد صمتٌ عميق، وأطرق الرجل يفكّر، كأن الكلمات انغرست في أعماقه. رقّ قلبه لحالها، وقال بلطف:
ـ تعالي، ستكونين كابنتي، أضمّك إلى كنفٍ آمن يقيك العوز والضياع.
توثيق : وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق