الاثنين، 1 ديسمبر 2025


 حلمُ الرضيعةِ العجوز

النادي الملكي للأدب والسلام 

 حلمُ الرضيعةِ العجوز

بقلم الشاعر المتألق : د.موفق محي الدين غزال 

 حلمُ الرضيعةِ العجوز

---

أبي،

لِمَ هجرتَني

وأنا رضيعةٌ؟!

لم أكن أعرفُ

الحرفَ،

ولا سرَّ الطبيعة.

كلُّ ما أعرفهُ

ثديُ أمّي وحليبُها،

وقُبلةُ الصباح،

وهمسُ ديكِنا للفجرِ

كي يستفيق.

أبي…

لِمَ هجرتَني؟!

وتركتَني وحيدةً،

بلا هديةِ العيد،

وأراجيحِ الحديقة،

بلا صديقٍ أو صديقة.

أصارعُ اليُتمَ

والجوعَ،

بلا ابتسامتِكَ الرقيقة.

… أبي…

لِمَ هجرتَني؟!

وتركتَني بلا

أحلام،

بلا كتابٍ أو حقيبة؟

أوليسَ حقي

أن أصيرَ صبيّةً،

وجدائلي الشَّقراءُ

كشلالٍ من ذهب 

ممشوقةَ القدِّ،

ذاتَ حُسنٍ وأدب؟

ويزورني

بعضُ الرفاق،

تودّدًا يطلبون يدي،

وأكونُ

في عرسٍ بهيّ،

وثوبي الأبيض،

وعلى جبيني

تزرعُ القُبَل…

وتزورني مباركًا

بولادتي،

وهديةِ المولود

من زهرِ الحديقة.

أبي!

لِمَ هجرتَني؟!

وتركتَني  

أبي!

ستونَ عامًا يا أبي،

وأنا أبحثُ

عن سرَّ الحقيقة.

وإنّ الرضيعةَ العجوزَ

ما زالت تشتاقُ

ضَمَّكَ لو دقيقة.

لكنّي

ما زلتُ أحلمُ،

يا أبي،

ببسمتكَ الرقيقة.

د. موفق محي الدين غزال

اللاذقية – سورية

---

توثيق : وفاء بدارنة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق