الأربعاء، 3 ديسمبر 2025


*** سوء الظن ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** سوء الظن ***

بقلم الشاعر المتألق : نور شاكر

*** سوء الظن ***

بقلم: نور شاكر 

سوءُ الظن شائبةٌ تُشيبُ القلب، تتسلل إليه خفيةً ثم تُثقله كأنها سنواتٌ لا تُعد، وهو ذاك الغبار الرمادي الذي يهبط على نوافذ الروح فيحجب صفاءها، ويربك نبضها، ويجعل الخطوة أثقل مما يجب

 كـ غيمةٌ سوداء تحجب صفاء العلاقات، تزرع الشك في القلوب حتى تذبل ثقتها

 أن ترى الشر قبل الخير، وأن تستبق الخيانة قبل الوفاء، فتفسد ما كان يمكن أن يكون صادقًا ونقيًا

ولأن القلب خُلق ليُحسن الظن قبل أن يشك فإن أدنى جرحٍ من الشك يترك أثره طويلًا، يشبه ندبة لا تُرى لكنها توجع كلما مرت عليها الذاكرة

 فالنفوس تُرهق حين تُعامل بالريبة؛ فليس أصعب على القلب من أن يُحاسَب على نوايا لم يرتكبها، وأن يُدان قبل أن يتكلم. وسوء الظن لا يجرح من يُساء به وحده

بل يحرق صاحبه أيضًا؛ لأنه يعيش قلقًا متوجّسًا، لا يعرف طمأنينة

وحين نختار حسن الظن، فنحن لا نجامل العالم، بل ننقذ قلوبنا من شيخوخةٍ مبكرة، ونمنحها عمرًا أطول من الطمأنينة

إن منح الآخرين حسن الظن ليس سذاجة، بل اختيار راقٍ يمنح روحك سلامًا، وعلاقاتك متانة، وقلبك خفة.

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق