الخميس، 9 يناير 2025


*** عد يا أبي ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** عد يا أبي ***

بقلم الشاعر المتألق: أمير الظلال 

*** عد يا أبي ***

قالتْ له:

قُمْ يا أبي، وارجعْ إليَّ، فلقدْ

أحطْتُكَ بالعهودِ وبالوعودِ

أولمْ تقلْ لي مرّةً:

"لا تَحزني، نحنُ معاً

مهما ابتعدْتُ أو اختفيتُ

فإنّني حتماً أعودْ"

لا زلتُ أذكرُ صوتَكَ الحاني

يُناديْني:

بأنّي لستُ وحدي، 

ولنْ أكونْ

ومسحتَ دمعي بيديكَ،

 وقلتَ:

"لا، لا تخافي، إنّني

سأظلُّ حِصنَكِ دائماً

وأنا لكِ الرُّكنُ الشديدْ"

فنعِمتُ بالأمنِ، 

ونِمْتُ

وأغلقتُ الجفونْ

وقلبي مُتعلِّقٌ… إنّي سأغفو

بُرْهةً،

فأقومُ أنظرُ وجهَكَ البسّامَ

دَوماً منْ جديدْ

لكنّني حينَ انتبهْتُ اليومَ،

 لمْ أجِدْكَ

ولمْ أجدْ

أحداً سِوايَ

وأظلمتْ دنيايَ، واسودَّ الوجودْ

فسألتُ عنكَ، 

الكلُّ قالوا بالدُّموعِ:

"بأنّكَ قد غادرتَ دُنيانا، وحيدْ"

لمْ يا أبي؟

أولمْ تعاهدْني مرّةً،

بلْ ألفَ مرّةْ

بأنّكَ سوفَ تبقى

ولنْ تُغادرَني؟

وأغلظْتَ الوعودْ

يا ليتني ما نِمْتُ يوماً

أو غفوتُ

وتركتُ أجفاني تجِفُّ

وما تركتُكَ عنْ عُيوني

بُرْهةً يوماً تَحيدْ

إنّي سأُعلنُها عزاءً دائماً

حزناً، حداداً، أو غضبْ

عتْباً عليكَ، وقلبي الموجوعُ

يبحثُ عنكَ في كلِّ الوجودْ

عدْ يا أبي...

عدْ يا أبي...

لمّا غفوتُ، سمعتُ نداءً قدْ أتى:

"لا يا حبيبةَ قلبِ قلبِ أبيكِ،

إنّي ما تركتُكِ لحظةً

أو غبتُ عنْكِ

وإنْ غادرتُ دنياكمْ

كما قدْ أخبروكِ،

فبينَنا سرٌّ أكيدْ

قد غادرتْ روحي،

وغابتْ عنْ عُيونِكمْ

وغابَ الجسمُ، فيما تعلمينْ

لكنّني ما زلتُ حولَكِ

فانظُري بالقلبِ،

 لا بالعينْ

سترينَي مُبتسِماً سعيدْ

إنّي على عهدي لكِ

ما خُنتُ عهداً في حياتي

إنْ قطعتُ لغيرِكِ،

فكيفَ أَخْذُلُكِ حياتي أنتِ؟

وأنتِ عهدي وأماناتي

وأملي وانتصاراتي

وقِطعةَ روحي التي لمْ تُبْلى منّي

أوْ يُغادرْ حبُّها نَبْضَ الوَريدْ

هذا نداءُ اللهِ قدْ حانَ، أفلا أُجيبُ

المُنْعِمَ البرَّ الودودْ؟

أولمْ يَهَبْني الروحَ قبلاً

وأنتِ قبلَ الروحِ كنتِ الروحَ

منْ وَهَباتِهِ؟

أفلا يكونُ الشكرُ مفتاحَ المزيدْ؟

أرجوكِ، جَفِّفي دَمْعَكِ… لا تَحزني

فالحزنُ والدَّمعُ يُمَزِّقُ روحي

ويزيدُ منْ وَجعي عليكِ

وكَمْ ناديتُكِ: تَبَعاً، لكي لا تَحزني

لكنَّ عينَكِ لمْ تراني، وقلبُكِ

قدْ غفا… خلفَ المحازنِ

والدّموعْ

فتركتِني حقّاً وحيدْ

إنْ شئتِ أنْ تُهدي إليَّ حُبّاً

واشتياقاً غامراً

وسعادةً للقلبِ منكِ، فأقبِلي

هيّا إليَّ

بأمنياتٍ قدْ رسمْناها معاً

ولتسعديني بأنْ تكوني

دُرَّةً مكنونةً

ونجاحُكِ دوماً يزيدْ

ولْتُحْسِني الأعمالَ بي

ولتُرسلي الدعواتِ لي

ولتذكُريني في صلاتِكِ دائماً

ولتبحثي عنّي بقلبكِ

إنّني دوماً بقلبكِ

أنتِ قلبي، وحَوْلَكِ دوماً أكونْ

وأُنْسُكِ حقّاً وَجَدْتْ

وحبُّكِ صِدْقاً أريدْ

ولتبتسمي لي يا فَتاتي

هلْ ابتسمتِ؟

فلتزيدي مرّةً

بالضَّحكةِ المعهودةِ

أسعدتِ قلبي

لكنْ… ما ارتويتْ

فأسعديني دائماً

إنّي لأطمحُ بالمزيدْ

فلتبتسمي... لي يا فتاتي

"عد يا أبي" 

من كلماتي : 

بقلم : أمير_الظلال

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق