الاثنين، 16 ديسمبر 2024


(( غَسِيلُ الْمَلائِكَة ))

النادي الملكي للأدب والسلام 

(( غَسِيلُ الْمَلائِكَة ))

بقلم الشاعر المتألق: د.عارف تَكَنَة 

موضوع قصيدتي هو الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر - من الأوس - الذي سمع النفير في غزوة أحد، فخرج وهو جُنُب في ليلة الزفاف حيث كان حديث الزواج من جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول.
اِستبسل حنظلة بمهارة، لكنه قُتِل. إذ قتله بالاشتراك،  شداد بن الأسود الليثي وأبو سفيان بن حرب.
قال النبي محمد ﷺ في شأنه: إن صاحبكم هذا غَسَّلته الملائكة، فسُمِّي "غسيل الملائكة". فبُحِثَ عنه بين الشهداء حيث وجدوا رأسه يقطرُ ماءًا. 
...............................................
فإلى سطور النص:👇🏻
...............................................
( من البحر الكامل)
بِقَلَم : د.عارف تَكَنَة      
(( غَسِيلُ الْمَلائِكَة ))
أَوقِدْ شُمُوعَكَ واغْتَبِطْ يا (حَنظَلَة)
فَسُدُوفُ عَتْمَةِ قَدْ غَدَتْ مُسْتَبْصِرَة
ما  إِنْ أَضَأْتَ غَياهِبًا بِبَصِيصِها
حَتَّى بَدَتْ هذِي اللَّيَالِي  مُقْمِرَة
أَقبِلْ وقَبِّلْ ذا الثَّرَى،ولِيَعلَمُوا
أَيدٍ بِذِي كَرَمٍ بِغُسْلٍ أَظْفَرَه
عَدَّتْ سُوَيعَاتُ الْقِرانِ سَرِيعَةً
بِمُبَتِّلٍ؛ لكِنَّ ذا ماأَحصَرَه
قَد كانَ إِحصارًا تَراءَى وهْلَةً
ما عادَ يُحصِرُ بِالْجِنانِ الْمُزْهِرَة
مِنْ هَنْأَةٍ صُغرى إلَى كُبْرى بِها
ضاءَتْ شُمُوعٌ لِلْعُيُونِ الْمُبْصِرَة
أَسْرَعْتَ مِنْ عِندِ الزَّفافِ مُلَبِّيًا
أَبْهَرتَ مَبْهُورًا بِهِ إِذْ أَبْهَرَه
دُونَ اتِّئادٍ، ما انْتَسَأْتَ تَأَنِّيًا
مِنْ بِعدِ هائِعَةٍ -بِهَوعٍ - مُسْفِرَة
فَوهاءُ    فِيهٍ   مِنْ    تَبَسُّمِ    بِاسِمٍ
فَوِهَتْ (جَمِيلَةُ) فِي الْوَداعِ مُبَشِّرَة
وَوَزَفْتَ  وَزْفًا حِينَ قارَبْتَ الْخُطَى
وَتَزُوفُ زَوفًا  فِي  ارتِجاءِ الْمَغفِرَة
آزَفْتَ إِيزافًا كَخِفَّةِ باشِقٍ
كَعُقابِ  مِنْ  عِندِ  الْبَواشِقِ   نافِرَة
وَوَحَفْتَ  وَحْفًا  إِذْ   عَلَوتَ  جِبالَها
(أُحُدٌ)  سَيَشهَدُ   شاهِدًا  مَا  أَنْكَرَه
إِنْ مَسَّكُمْ قَرحٌ فَمَسَّ بِمِثلِهِ
قَومًا عَلىٰ ذاكَ الْمُدَالِ فَقَدَّرَه
ذاكَ (ابنُ عَامِرِ)؛  ما طُعِنتَ بِطَعنَةٍ
إِلَّا بِبَغتَةِ باغِتٍ ما أَحقَرَه
مَبغُوتُ بَغتٍ   مِنْ نِصالٍ رامِحٍ
مُرمُوحُ رَمحٍ مِنْ رِماحٍ  مُشْهَرَة
(شَدَّادُ) - مِنْ  بَعدِ  الصِّياحِ   مُمالِئًا
(سُفيانَ) - مِنْ صَيحٍ  بِهِ ما  أَنْذَرَه
لَبَّيتَ نادَيَةَ النِّداءِ تَوَثُّبًا
ما كانَتِ الْأَرواحُ يَومًا مُدبِرَة
جُنُبًا  أَتَيتَ وقَد قَضَيتَ مُفارِقًا
فاستَقبَلَتكَ مَلائِكٌ مُستَبشِرَة
مَغسُولُ غَسلٍ بِانغِسالِ جَنابَةٍ
غَسَلُوكَ غُسلًا طاهِرًا ما أَطهَرَه
مُزنٌ تَدَفَّقَ دافِقًا بِإِفاضَةٍ
ولِبارِئٍ مُهَجٌ إِلَيهِ مُكَبِّرَة
ذا الْماءُ يَقطُرُ مِنْ (صحائِفِ فِضَّةٍ)
بَينَ السَّماءِ وأَرضِها إِذْ أَنْشَرَه
أَصبَحتَ حَيًّا عِندَ رَزَّاقٍ بِهِ
عِندَ الإِلَهِ؛ فَقَبرُهُ ما أَقْبَرَه
يَحيا  بِرُوحٍ  فِي الْخُلُودِ تَخَلُّدًا
ما هذِهِ الْأَجسَادُ إِلَّا مُقفِرَة
شاءٍ إِذا شاءَ الْمَشِيءَ إِرادَةً   
لِسَبِيلِ سابِلَةٍ سَبِيلًا يَسَّرَه
هَذا جَزاءُ الْأَكرَمِينَ تَكَرُّمًا
أَنعِمْ  بِهِ؛ إِذْ هَكَذا خَيرًا  يَرَه
بِقَلَم : د.عارف تَكَنَة

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق