*** محاربة الملل. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** محاربة الملل. ***
بقلم الشاعرة المتألقة: امية الفرارجي
*** محاربة الملل. ***
فقدان المتعة والرغبة في التقوقع والهروب إلى اللاشيء..
هذا مايعاني منه الكثير في الوقت الحاضر وربما كان الاستسلام لعدم القدرة واليأس في الاستمرار أقصر الطرق لقتل النفس.
كيف بدأ الوضع المزري في التفاقم حتى وصل إلى حالة ميئوس منها .؟؟
حين يبدا الروتين اليومي والجمود بالتسلل إلى ذواتنا والاحساس بأنه لايمكن إنجاز ماهو مطلوب في الوقت وبالطريقة والمحددتين يبدأ الصراع الذي يعرقل الحركة وهنا تضيع الاحلام بالتدريج.
كيف يفهم العقل وكيف يتحرك الجسد وكيف نواكب ونخلق توازنا بين هاتين القوتين لنحقق الشغف ونسهل كل الأمور.
ليس الهروب من المشاكل هو الحل وليس إطالةالبقاء في أماكن الراحة والاسترخاء والتلفظ بعبارات السلبية
فالمرء قادر على اجتيازات بوابات المصاعب وتخطي حدود الملل بخلق جدولة واعادة ترتيب للمهمات وتنظيم الوقت بلا اهدار .
لا شك أن الضغط المفرط لإنجاز الأعمال مهما كانت درجات صعوبتها أو سهولتها أو حتى التافه منها يخلق لدينا ربكة نفسية وفقد للشعور فنبدأ بالتخلص والتملص مما لا يهم حتى يغدو كل شيء لا يهم.
لابد من اكتشاف آفاق جديدة لاكتساب مهارات وقدرات فالعقل البشري مازال يملك ويقدر ويجيد اكثر مما يبدي ولا وقت للهزيمة لأن الحياة أقصر ممانتخيل فلا فائض من أعمارنا.
اصنعوا قيمة للوقت واقتلوا عدوكم الأوحد وهو الملل والتراخي وتخلصوا مما يزعج ويقتل الحماس ،كلنا لديه همومه وضغوطاته ومشاكله ولو تقاسمنا المهام وتغاضينا عن التحاسد والطمع وعدنا إلى القيم والاصل لكان الرضا والقناعة والاتقان.
الطراع الطبقي والعشائري قديم قدم البشرية والتحاسد بين البشر فطرة ولعل الطمع والغرور هو العدو اللدود منذ أولاد آدم.
وبالحديث عن أولاد آدم نعود إلى الأصل ونتذكر أن أبانا آدم مخلوق من تراب وطين وتناسل البشر حتى نسينا أصولنا ونشأتنا..
الدفاع عن الأرض والشرف فطرة مجبول عليها البشر والكل يحمل بين أفكاره تنوعا واختلافا يتناقله جيلا بعد جيل ويزيد عليه ثقافات وتاريخ وخلفيات اجتماعية وأعراف ووو.
ربما يعيش البعض فترات من الاضطراب والحروب وتختلف تراكيبهم النفسية و خصوصية أفكارهم فتتكشف لهم أمورا كانت غائبة وقد أثبتت التجارب أن الإنسان هو نفسه من يعيش هنا وهناك ولكن هناك من يصل بعبقريته إلى رفعة وعلو ودرجات عالية في حين يموت الآخرون على ما ولدوا عليه فلا أدب ولا علم ولا تميز .
الكثير من المثقفين والعلماء والأدباء وجدوا خبايا النفس وبحثوا بداخلها بتوفيق من الله أولا ثم بتوفر المناخ والبيئة المناسبة للتميز ولا يعني ذلك أن يترفع البعض على الآخر بما ناله من علم أو قدرات أو خصوصية.
لو خلقنا الله متماثلين ومتساوين في كل شيء لأصبحنا كالقوالب المرصوصة ولكن جعل الله لنا أفضلية ليسخرنا لبعضنا وفي نهاية المطاف جعل الله الإنسان خليفة الله في أرضه وسخر له فيها من كل شيء لحكمة يعلمها..
بقلم : امية الفرارجي
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق