الاثنين، 7 أكتوبر 2024


***  أهلان. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** أهلان. ***

بقلم الشاعر المتألق: سيد حميد عطاالله الجزائري 

***  أهلان. ***

عمرٌ مضى مثلَ السجارةِ يحرقُ

أنفاسُنا بيدِ الزمانِ ستزهقُ


أعصابُنا وسطَ الحياةِ مثارةٌ

فبها القلوبُ مع الجوارحِ تقلقُ


اسرع بها واحذر تباطأَ مشيةٍ

ستتيهُ فيها في المسالكِ تعلقُ


يبقى بها كلُّ الذين تعثّروا

يبقى بها طاغٍ ويبقى أحمقُ


تفنى القصورُ فلا تدومُ كأهلِها

فإذا مررتَ ترى غرابًا ينعقُ


سبرُ الحياةِ إذا أردتَ ولوجَها

فهي التي من كلِّ شيءٍ أعمقُ


فبها زئيرٌ للأسودِ وصرخةٌ

وبها مواءٌ أو حمارٌ ينهقُ


وبها العدالةُ مُزّقت أثوابُها

والحقُّ في أعتى سجونٍ يشنقُ


وبها اليتيمُ فلا يلاقي منزلًا

فبوجهِهِ كلُّ المنازلِ  تغلقُ


وبها الفقيرُ على الكفافِ حياتُهُ

ورغيفُ خبزٍ كالبقيَّةِ يسرقُ


ذهبَ الحياءُ فلا حياءَ بأهلِهِ

زمرُ البغاةِ بفعلِهم لم يعرقوا


الناسُ تضربُ بالمعاولِ أسطحًا

إن يخرقوا سفنًا تنجّي يغرقوا


ماللرّعيّةِ لا تديمُ ثيابَها

ثوبُ الحقيقةِ في النفوسِ ممزّقُ


تركوا الفضائلَ تستباحُ دماؤها

فدمُ الفضائلِ كلَّ يومِ يهرقُ


قويَ الميولُ فمن يسوّي سورَه

هذا جدارُ عدالةٍ متشقّقُ


يا أيها الناسُ الذين تضرّروا

باللهِ ربًّا لا يعاديكم ثقوا


وإذا تخطّيتُم حدودَ إلهِكم

خافوا ومن بدءِ المصائبِ فاقلقوا


نُفيَ الصوابُ وجُفِّرت حسناتُنا

وهناكَ خولفَ في الحياةِ المنطقُ


أهلُ الذنوب تمرّسوا في غيِّهم

إبليسُ يسحبُهم إليه فأُسقطوا


تخذوهُ من دونِ الإلهِ إلاهَهم

وله إذا صلّوا وصاموا صفّقوا


نشروا الرذائلَ بالدهاءِ وحيلةٍ

وإلى البريّةِ سوءَ صنعِ سوّقوا


حبلٌ به كلُّ الخطايا إنّه

حولَ الرقابِ إذا بقينا يخنقُ


من يستجر باللهِ تنجُ نفسُهُ

ومن العثارِ المردياتِ سيُعتَقُ


أهلُ المناقبِ في صراعٍ دائمٍ

ولقد لقوا من ذي الشدائدِ مالقوا


ورقٌ من القرآنِ يبدو قلبُهم

عكفوا على الآياتِ كيما يرتقوا


بالصالحاتِ فهم مثالٌ واضحٌ

للمعدمينَ إذا أتوهم أنفقوا


بهُمُ الحياةُ تجدّدت في سعيهم

وقلوبُهم بالذّكرِ دومًا تخفقُ


نمتِ المكارمُ كالزهورِ بربوةٍ

والدينُ أشجارٌ عليهم يُورقُ


في أرضِهم يجري اليقينُ كأنّه

نهرٌ عظيمٌ في الجوى متدفّقُ


اللهُ بالرسلِ العظامِ يمدُّنا 

وإمامِ عصرٍ بالحقائقِ يفرقُ

بقلم سيد حميد عطاالله الجزائري

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق