*** الطفل والروبوت ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** الطفل والروبوت ***
بقلم الشاعر المتألق: د.جميل أحمد شريقي
*** الطفل والروبوت ***
===================
أنا أفكّر إذاً أنا موجود
(رينيه ديكارت)
====================
الروبوتُ يحثُّ خُطاه
نحوَ القمّةِ دونَ أناةْ
كرياضيٍّ في حركاتٍ
تصنعُها أبداً رِجلاه
دبَّت فيهِ حياةٌ عجلى
ولهذا سارَت قدماه
من يوقفُهُ وهو الجامدُ؟
من هذي القوّةَ أعطاه؟
الروبوتُ بدا إنساناً
يسعى لعطاءٍ وحياة
برمجَهُ الإنسانُ فأمسى
عبداَ من جملةِ أَسراه
والطفلُ المشغولُ بزرٍّ
كالعاجزِ يلهو بِغباه
أنسَتهُ اللعبةُ طاقتَهُ
تاهَت باللعبةِ عيناه
والدُهُ الأعمى أقعدَهُ
لمّا جوَّالاً أهداه
فإذا باللعبةِ تسرقُهُ
وتُميتُ حلاوةَ دُنياه
رامَ اللعبةَ كي يتسلّى
فغدا فيها مثلَ أداة
واسترخى العقلُ بلا عملٍ
وغدا كالعاهةِ بسِواه
صنعَ الغربُ لنا ألعاباً
كي تلهو فينا المأساة
خافوا من عقلٍ عربيٍّ
كالماردِ تُخشى عُقباه
خافوا من فكرٍ مجبولٍ
بالإبداعِ إذا غَذَّاه
خافوا من مَدِّ حضارتِنا
خافوا المُبدِعَ والجَهجَاه
خافوا من طاقاتٍ تبني
لِتواجِهَ أمواجَ طغاة
فسَعوا كي تفنى أُمَّتُنا
بتفاهاتٍ وَ بِأَشباه
قالوا نغزو فِكرَ المرأةِ
بالموضةِ بِصباغِ شِفاه
بتفاهاتٍ لا تنفعُها
حتى واجبَها تنساه
نجعلُها تنسى أسرتَها
وتُضيعُ فروضاً وصلاة
تلهو بالجوّالِ وتُلهي
أجيالاً عن ركبِ هُداة
وبهذا نغزو أمَّتَها
ونصوغُ فصولَ الملهاة
وتكونُ المرأةُ هادِمةً
اوطاناً وتُضيعُ تُقاه
أهدى الروبوتُ لنا طفلاً
لا يعرفُ بالكادِ أباه
مخمومَ القلبِ بلا عزمٍ
كالعاجزِ خانَتهُ يداه
ساعاتٌ تمضي وليالٍ
و الروبوتُ يزيدُ أذاه
والطفلُ العربي مسروقٌ
مشدودٌ بضياعِ رّؤاه
والوالدُ يسعى لفراغٍ
جهلاً كي ترضى أُنثاه
فإذا عودُ شبابٍ يذوي
ويموتُ مع الغزوِ ضُحاه
لا تقتلْ طفلَكَ بفضاءٍ
أزرقَ أو لُعَبٍ تغشاه
علِّمْهُ رياضاتٍ تبني
جسماً وعقولاً وحياة
لا تجعلهُ أسيرَ ضياعٍ
يبحثُ جهلاً عن ليلاه
فالمستقبلُ إن اهملنا
صارَ لروبوتٍ وغُزاةْ
والقادمُ أحلى إن عُدنا
للماضي نحيي ذكراه
ونعودُ القادةَ للدنيا
بالعودةِ لكتابِ الله
==================
بقلمي د.جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
سورية
توثيق: وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: أمل عطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق