السبت، 8 يونيو 2024


*** الرحلة الأخيرة. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** الرحلة الأخيرة. ***

بقلم الشاعر المتألق: طلعت كنعان 

‎*** الرحلة الأخيرة. ***

‎رحل الرحيل ونحن هنا وهناك، بكل بقاع الأرض غرباء

‎بوحدتنا، بصورة لنا، وإخوة فارقناهم، وبسمة صديق تختفي قبل غروب الشمس، وتنتهي بالأفق وكأنها غيمة أبت أن تموت بفصل الشتاء.

‎هنا تأتي شمس ذكرياتنا، فيتساقط شتاء الألم، كأنها لحظات عمر فارقتنا ولم تعد، ولم نعد نحتمل قسوة وقعها، حملناها كالأسواط تلهب الروح وتسرق الحاضر.

‎هنا بقينا نعد الأيام، ونستهلك اللحظات، وكأنها سيجارة العمر، تحرق على محراب الانتظار بلا عودة، وكأن القدر كان مكتوبا قبل صرختنا الأولى.

‎همسات الروح لا تسرق الحنين إلى النور فقط، بل تجثم على صدورنا وكأنها شيطان يخترق الخيال ليبحث عن المحطة الأخيرة.

‎أين؟ متى؟ لاين؟ ولماذا؟؟

‎هل هناك فرق بين لقاء إلا حبه والتقاء القطارات في عاصمة هنا وعاصمة هناك، سوى اختلاف الصوت، واللهجة وحرارة اللقاء؟

‎لم نكفر بعدا، وأمنا بوحدة الله وكتبه ورسله، كأنها حقيقة مطلقة، ولم نؤمن بأن الرحيل أسلوب لتغييب الذات ولقاء النفس مع الذكريات.

‎نحن نصلي بزمن الضالين والكفار ألف ركعة

‎ لنعود

‎نعود لاين؟

‎فحضن الأم أدفأ من كل المدن وأكثر حنانا من كل عواصم الناس، فهو عمق الطمأنينة وارتياح الروح إلى حيث بدأت، إلى حَيْثُ صرختها الأولى قبل أن ترى تكالب الأضواء.

‎مَن نحن؟

‎هل هي عيوننا السوداء من كتبت قصص المهاجر؟ والرحالة، والموت غريب على شواطئ بحر بعيد.

‎هل نحن من كتبنا أساطير الخلود، فوقفنا شاهدين على موت السنين على حافة سفينة تتمرجح على شواطئ.

‎الحياة، وألوان قوس قزح؟ ولم تعد إلى مراسيها

‎مَن أنت؟

‎أيها المهاجر منذ زمن موسى بصحراء الغربة هل تقبلت؟

‎تعاليم الرب العشرة.

‎عاد رسولنا من يثرب لمكة ولم نعد.

‎توقف.

‎انظر إلى بوصلة الحياة ألا زالت تشير إلى غربة الجسد؟

‎هل أنت الربان لسفينة فقدت واجهتها أمام الأمواج المجنونة والعاتية؟ وهل أنت الواجهة والشراع.

‎يا ربان الهجرات، أحرق سفن الرحيل وترجل، فقد آن وقت الوداع

‎والعودة.

‎طلعت كنعان كاتب وطبيب فلسطيني

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق