*** رسائل يكتبها الليل ١٧. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** رسائل يكتبها الليل ١٧. ***
بقلم الشاعر المتألق؛ بنيامين حيدر
*** رسائل يكتبها الليل ١٧. ***
وتستمر الحكايه
والعمر يمضي على قدم الرياح
يرسم على تراب الوجه احزان السنين
والجرح ينزف بالجراح
اكتبي سيدتي
فكل شيء لك مباح
"يكبر الاولاد ، و تكبر المعاناة ...
لم اكن ادري قبل ارتباطي به انه رجل عديم المسؤولية...
اكتشفت ذلك عند ولادة الابناء .
.كان يدللهم و يغمرهم بهداياه و بعطف و حب كبير ..ولكنه لم يعلمهم حرفا ، منذ دخولهم الى المدرسة ..لم يسال عنهم الاساتذة ، ولم يتابعهم ، مطلقا ..!!كان ،دوما يتعلل بكثرة اشغاله ، كامل اليوم ، الى منتصف الليل ، وحتى يوم الاحد..و ايام العطل، و الاعياد ..لدرجة انني كرهت : عندي شغل !! انا اشتغل..!!
كنت انا اتولى مراقبة دراستهم ، ادرسهم ، واتولى تعويضه في كل شيء ..هذا الاستاذ الذي اصبح مسؤولا ، ولكنه غير مسؤول عن اسرته..رجل مهمل لكل من حوله ..الا لنفسه ..لم يقم بدور الاب ابدا ..لطالما حاولت اشراكه في قرارات تخص الاولاد ..ولكنه يعد ، ولا يستجيب ..دوما يتعلل بالشغل...صدمت ممن تصرفاته و تملصه من واجباته و مسؤوليته ، ،واستمر هو ، في هروبه ، بين الوعد و الوعود ، والنكث بها ..كم طالبته بممارسة ابوته ..كم دفعته ، ولكن قالب الثلج بارد لا يرد ..انه يعد ..ويعد ..ولا يفي بوعوده ..تعبت معه ، وانا احاول ارجاعه الى الجادة ، و الانتباه لوجودنا في حياته..ولكن قالب الثلج لا يجيب، ولا يبالي بنا مطلقا .. لقد اعدم ابوته بنفسه..والخوف يزداد كل يوم..وانا مترددة في اتخاذ اي قرار ، و انا اعيش غياب زوج لا يبالي بنا ، ولا يشعر باي مسؤولية....انه اناني ، و اتكالي ..وانا اعتبرت انسحابه من مسؤوليته ، انسحابا جبانا ..
لا استطيع ان اتذكر و اغرس السكين في جرح الذاكرة الذي لم يندمل ابدا ...وبقي ينزف ..و ينزف منذ عشرات السنين...
كنت اتمنى لو تعب في تربيتهم ، وكان سيد القرارات المصيرية التي تخصهم ، في فترة المراهقة ..ان يمارس سلطته كاب حريص على مصلحتهم ..ولكنه تجاهل كالعادة ، كل مسؤوليته..متعللا دوما بالانشغال بالعمل ..تحاشى مسؤوليته تجاهنا و اسقطنا من حياته تماما !!
تناسى ان اولاده في حاجة الى دوره الابوي ، و تناسى انه لا يمكن الخلط بين دوره كاب و دوره كزوج ..وانا في مواجهات يومية معه..مواجهات عاصفة ، ليسمعني كلامه المهين ، المستنقص لي ، وهو يقزمني ..حياتي جحيم متواصل ...
ما من رجل يهتم بشيء اكثر من اهتمامه باسرته، ولا يمكنه الافلات من واجب القيام برسالته بشكل سليم ، مهما كلفه الامر ..
لم انسى ، يوما ، نومه العميق ، وشخيره المتصاعد ، وهو يعلم منذ دخوله البيت ، ان ولده القاصر ، المراهق، لم يعد بعد الى البيت، و الوقت فات منتصف الليل ..طلبت منه ان يذهب للبحث عنه ، فصاح في وجهي : ما هذا التخلف ؟؟ هل هو بنت تخافي عليها ؟؟ هو مراهق ، يتصرف ككل المراهقين !! لا يهمك شانه ..!!
فقدت اعصابي ، و رميت عليه جام غضبي ..
انه لا يعي الجريمة التي يقترفها في حق ابنه ..
لم اكن اعلم منذ البداية ، انني ارتبطت برجل غير مسؤول ، ولا يمكن لي التعويل عليه ..لقد تورطت ..هذا ما جعلني دوما ، اشعر بانعدام الامان والاستقرار..
كنت اقضي ليالي مع القلق على ما يحمله الغد لي من وجع ..من الم ..من خيبة..من دموع...
المستقبل لا يعني لي اي شيء...
انه لا يبادلنا مشاعر الاسرة الواحدة..
هذا الاستاذ ، المتعلم ، لا يصلح ان يكون زوجا ولا ابا...
كيف لي ان اتعايش معه ؟؟
كيف لي ان انسى ماساتي ..؟؟
كيف لي ان اسامح نفسي على هذا الاختيار ..؟؟"
اه سبدتي
يمضي الزمان بعمرنا
والخوف يسخر بالقلوب
فنبقى
كشمعة ثكلى تساقط ضوءها
ثم انزوت تبكي على صدر الظلام
يتبع .......
بقلمي بنيامين حيدر
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق