السبت، 24 يونيو 2023


***  كأنها الليالي  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

***  كأنها الليالي  ***

بقلم الشاعر المتألق: أنور مغنية 

***  كأنها الليالي  ***

أراك يا قلب 

وقد بالغت بالاحلام والمنى 

أما آن للحنين فيكَ أن يستقرَّ ؟

تكادُ تذوبُ فيما تُبديهِ من خجلٍ

وتعصاكَ شفةٌ أخفَت خلفَها الدُرَّ.

تعذبني بضفيرةٍ تمايَلت بدلالٍ

أذابت خافقي 

وأذهبَت عن عينيَ النظر ا

كأنني في مصادفةٍ حلوةٍ

وأغرتني بتلك البسمةِ

وذلك الثغرا.

فأزهر قلبي لقول الجمال 

والذي قالته كان أكثرا

أحصيتُ أنفاسها في صدري 

لهفي على تلك الليالي 

لهفي على ذلك العمرا.

إني أشتاق للحبيب ووصلهِ

إذا كان للحبيب في تواضعه الكِبرا 

يشقى بناعساتِ العيونِ قلبي 

وما رأيت للقلبِ 

في شفائه عذرا .

إني متيمٌ  طالت صبابتهُ 

ولاذَ بإيمانهِ متعبداً مُستغفرا

الا ليتَ اللقاء كان يقيناً

وأنعمُ بوصالٍ في طولهِ قِصَرا .

لست إلا هائمٌ شغِفٌ

فكيف للدمع عندي أن يستترا؟ 

يقولون أني عاشقٌ

ربَّاهُ لم يعُد لديَّ

من عشقها سوى أثرا .

إني أخافُ عليها نزفَ جراحي 

وحكمَت عليَّ الأيام بأن أسهرا

فلا هوايَ أشفاني 

ولا الداء خَلاَّني 

حالي كحال الغني 

بعد الغِنى فَقرا.

يا  من للقياه تنزفُ أوردتي 

ما شيمتي اليوم عَدا الصبرا ؟

اي الدروب يممتم شطركُمُ؟

واستبحتم فؤادي حسبكُم غدرا .

إذا ما لاحَت بمفاتنِ حسنها 

اذبلَت عيناً وأذهبَت نظرا.

كم نادمتُ فيها الليالي 

حتى صار صحوُ اياميَ سكرا.

هي كالدنيا تخفي عنك أيامها 

تشفيكَ يوماً ثم كسراً ثم جبرا 

ولِهٌ حبستها داخل شرياني 

بانت مهجتي 

كما العطرُ يفضحُ الزهرا .

كألف امرأة جُمِعَت في جسدٍ

كلها سحرٌ عيناها ونهدها والخصرا.

دخلت باب هواها ولي بصرٌ

وفي خروجي عميتُ

ونسيتُ أن لي بصرا.

لها وجهٌ كالشمس إذا أشرقَت 

والسماء ازدادت رونقاً وسحرا

إذا ما الكحلُ خالطَ جفنيها 

كأن في القلبِ بعد الجفافِ قطرا

أشعَلَت فؤادي وأحرَقَت يدي 

كأنها الليالي 

كأنها القدرا.

أنور مغنية  24 06 2023 

ملاحظة : اللوحة زيتية من رسوماتي

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق