الأربعاء، 29 يونيو 2022


***   امي  ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  امي. ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد الدبلي الفاطمي 

***  أمّي.   ***

فقَدْتُ وُجودَها فَبَكَتْ عيوني***وَمِنْ فُقْدانِها امْتَلأَتْ جـــــفوني

وفي أمّي وَجَدْتُ الحُبَّ طُهْراً***وَحِصْناً فاقَ مُخْتَلَفَ الحُصونِ

لَقَدْ حَمَلَتْ مَعي حَمْلاً ثَقيلاً***وزارَتْني بِمُخْتَلفِ السُّجــــــــونِ

وَلي في رَحْمَةِ الرَّحْمانِ خَيْرٌ***وما أَجْراهُ يُدْفَنُ فـــي القُرونِ

فيا أُمّي دَفَنْتُكِ في فُؤادي***وَلَنْ أَنْساكِ مَهما طالَ سِـــــــــنّي

////

غَدَتْ أُمّي مَلاكاً في خَيالي***وَقَدْ رَحَلَتْ فأظْــــــلَمتِ اللّيالي

وجاءَ المَوْتُ كَيْ يُنْهي حَياةً***لِاُمٍّ ناضلتْ من أجْـــــلِ حالي

حَمَتْني حينَ ضَمَّتْني بِحُبٍّ***تَعَطَّرَ بالأُمومَةِ في الخِــــصالِ

سَعادَتُها أَظلُّ بِكُلِّ خَيْرٍ***وأَعْملُ صالِحاً بَيْنَ الرّجـــــــــــالِ

فَيا غَفّارُ بالغُفْرانِ يَسِّـــرْ***فَعَفْوُكَ رَحْمَةٌ يا ذا الجــــــــلالِ

////

أُعَزِّزُ بِالرّضا صَبْري عَلَيْها***وَكانَ مُبرّراً شَوقي إليـــــها

سَقَتْني بِالمُبارَكِ مِنَ رِضاها***وَضاعَفَتِ العَــطاءَ بِما لدَيْها

أُقَبِّلُ رَأْسَها عِشْقاً وَحُبّاً***فَأشْعُرُ بِالمَسَرَّةِ مـــــــــــــن يَدَيْها

وما لي كيفَ لا أَبْكي كَثيراً***وأُدْرِفُ أَدْمُعي حُزْنا علَــيْها؟

سَيَبْقى حُبُّها في القَلْبِ حَيّاً***وَقَدْ ظَلّتْ تَـــــــــجودُ بما لَدَيْها

////

إلهي أنْتَ خَيْرُالرّاحِمينا***وأنتَ اللهُ ربُّ العالمـــــــــــــــينا

أتَيْتُكَ ساجداً عَبْداً ذَليلاً***وَرَأْسي في الثّرى طَرَحَ الجَــبينا

رَجَوْتُكَ والرَّجاءُ لِسانُ حالي***وعَفْوُكَ رَحْمَةٌ للِسّائِلــــــينا

فأَنْتَ اللهُ والرَّحْمانُ أَنْتُمْ***ولا أحداً لِعِزَّتِكُمْ قَريـــــــــــــــنا

وقدْ عَلِمَ الجميعُ بما سَنَلْقى***إذا الأجَلُ انْتَهـــــــى حَقّاً يَقينا

////

لقدْ وارى التّرابُ حنانَ أُمّي***أُقبّلُ رأْسها فيزولُ غَــــــمّي

وأجْلِسُ جنْبها فأُحسُّ أنّي***خلَعْتُ بِقُرْبِها أثْقالَ همّــــــــــي

فيا ليتَ الزّمانَ يعودُ خَلْفاً***لأشْرَبَ في الصّباحِ حساءَ أمّي

وَلَنْ أَنْساكِ يا أُمّي بَتاتاً***فأنتِ سكينتي ومنارَ علـــــــــمي

سأبْقى أسْألُ الرَّحْمانَ دوماً***وربُّ النّاسِ بالدّعواتِ يحمي

محمد الدبلي الفاطمي

توثيق : وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق