#قراءة لقصيدة تداعيات زمن منفلت #
رابطة حلم القلم العربي
#قراءة لقصيدة تداعيات زمن منفلت #
بقلم الشاعر المتألق: محمد هالي
اليكم المقطع العاشر
#قراءة لقصيدة: 2 لتداعيات زمن منفلت#
لعبدالرحمان بكري المقطع العاشر
النص:
2 - تداعيات زمن منفلت
السائل يستفزني برذاذه من كل الجهات
على يميني
وشوشات لا زالت عالقة
كأنها حمم حارقة
تتقاذف من بركان متهور
ابتلع جوفي
سيل الصمت الذي فاض
على حوار يقينيات غيبية
تمتلأ وثوقية ونكوصية نصية
أفرزتها مجاري صرف الصحي
في نهاية التسعينات من القرن العشرين
تارة يتهمني ..
بفاقد البوصلة
كلما تخليت عن الحوقلة
وناهضت القوامة في لباس الذكورة
يحرضني في كل مناسبة
أن أصير منصاعا له في صيغة المضارع
وقد رأيته ماضيا بلا حسيب
مسكونا بحقد بلا رقيب
وتارة يقصيني .. بحد الفأس
يربكني بزيف ادعاءات
تتمنع على اختراق الحواس
عندها فقدت هبة توازني
وحدها المرأة الجالسة خلف الكونتوار
ترمقني .. بنظرة غاوية
حتى كاد الكأس يسقط مرة أخرى
من بين يدي
مترنحا على نغمة مارسيلية
هذه المرة
على سبيل الصحوة
عبدالرحمن بكري
القراءة:
اليكم المقطع العاشر من التحليل
#تحليل لقصيدة 2/تداعيات لزمن منفلت#
لعبدالرحمان بكري (المقطع العاشر)
بقلم : محمد هالي
يستمر بكري في قصيدته الثانية المتممة لما سبق تداوله في القصيدة الاولى، لكن هذه المرة ارتأى أن يستطرد بلغة شاعرية عوائق الفكر الوثوقي و انعكاساته على المجتمع، إنه الفكر الاصولي الذي يرى في يقينية تصوره ايمانا مطلقا لا يقبل الجدال، و يسعى هذا التيار الى مماثلة ما يعتقد أنه يقيني، مع كل افراد المجتمع، متناسيا إنه مجرد "يقينيات غيبة" تخص خصوصية كل فرد مع الله، و مادامت في رأيه أنها هي الحقيقة لا غبار عليها، فإن يقينيات تترسب في ذهنية الوثوقي المنصت لذاته فقط، و لا يقبل الجدال فيما هو مترسب و راسخ في ذهنه.
القصيدة ككل هي سرد لموقفين أو لتصورين لهذا التيار، سواء في منحاه المسالم اي الاسلام السياسي "المعتدل" او في منحاه الاسلام السياسي المتطرف، و قد حاول بكري أن يجعل هذين التصورين بين مدخل و تركيب، اي مدخل و مخرج ، بحبكة متمرس يأخذ الكلمات بعناية فائقة من أجل وضع الاطروحتين المتماثلتين فيما بينهما، فالمدخل يظهر من خلال سائل مفترض، إما نابع من تلاعب الذات المعربدة بجرعات الخمر، أو من " وشوشات" كانت تربكه من وثوقية الفكر الغيبي المتفشي في المجتمع، و التي تحضر كتناص تجره الجرعات لتظهر من جديد في ذهنية المخمور:
"السائل يستفزني برذاذه من كل الجهات ،
على يميني
وشوشات لا زالت عالقة
كأنها حمم حارقة
تتقاذف من بركان متهور"
حتى الكلمات المستعملة للدخول لهذا المعترك المرفوض "يستفزني برذاذه" و "حمم حارقة" "بركان متهور" تنم عن هذا الثقل الذي كان يسايره الانسان الذي يرفض الوثوقية، و التحجر الفكريين، لكن الحقيقة يظهرها السكر ، كما تظهر زلات اللسان مكامن الفرد الحقيقية الداخلية للإنسان ، فينجلي الباطن للظاهر حسب التحليل النفسي، بهذا المدخل الجميل ينتقل اللاشعور لوصف حالة الوثوقية التي تعيق تطور المجتمع، و تدجنه، بل تعيق تطوره، و تزيد من تخلفه، و انحطاطه .
(يتبع)
بقلم : محمد هالي
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق