*** لماذا .....نكتب ؟ ***
رابطة حلم القلم العربي
*** لماذا ......نكتب ؟ ***
بقلم الشاعرة المتألقة : مريوما كمال
*** لماذا.... نكتب ؟ ***
هل نكتب لنفرض وجودنا ونثبته ونقول بطريقة ما :"أنا هنا ".أنا موجود؛" فكأنما بكتاباتنا نسرج لأنفسنا قنديلا يهتدي به الناس إلينا في زخم الحياة وعتمة الدروب؟
هل نكتب لنضخم ذواتنا ونقدم أنفسنا للناس والمجتمع على أننا من أصحاب النبوغ الفكري والأدبي بتربعنا على عرش الحروف والكلمات؟
هل نكتب من منطلق الواجب والرغبة في تغيير الواقع بتسليط الضوء على مكامن الخلل في المجتمع لٱستئصال أورامه الخبيثة ،تقويم اعوجاجاته وعلاج عاهاته وتشوهاته؟
وهل يذهب طموح البعض أبعد من ذلك فيسعی للخلود والأبدية، فيعيش ما عاشت آثاره وكتاباته.؟؟
في كل مرة أسأل نفسي لماذا تكتبين ،يأتي الجواب مختلفا عن كل هذا،في كل مرة يأتي الجواب نفسُه مكرورا: أكتب لأعيش حياة جديرة بالعيش.
عندما تزدحم الهموم في أحشائك مؤتنسة ببعضها البعض _وكأن هما واحدا لا يكفي _ جاثمة بكل ثقلها على صدرك ،مطبقة على أنفاسك ،عندما يتساوى عندك الليل والنهار، تنفق ساعاتهما وأنت تُفتِّش في كل ركن وكل زاوية من ماضيك وحاضرك عن تفسير لإحباطاتك المتوالية ،خيباتك المتكررة، غدر الأصدقاء، ظلم ذوي القربى... ،تفكر وتدقق و تمحص وتمنطق، تفهم ثم لا تفهم ،حتى إذا استغلق عليك الأمر ،سَلَّمْتَ بأن ما كل الأمور قابلة للتفسير. حينها تشتعل بداخلك رغبة ملحة في الكتابة، تثور بداخلك كفرس جامحة لا تملك إلا الانصياع لها طوعا وكرها، فتنطلق كالممسوس باحثا عن قلمك وورقة تلقي عليها بكل ما تنوء به من حِمل.
تتفجر ينابيع الأسى من قلبك فتتدفق مدادا على الورق ،يُبَدِّدُ الألم والوحشة كما يبدد نور الفجر ظلام الليل ،يرتحل السواد وتحل محله الألوان ،تعود ضحكتك مجلجلة في الأرجاء ،يتسع أفقك ويكبر وتكبر معه حيرة الناس في كائن بشري لا يؤثر فيه شيء .إنها (الكتابة) أشبه ما يكون بجلسات العلاج عند الأطباء النفسيين التي تعتمد على "الفضفضة" والبوح لسحب كل الطاقات السلبية من الجسم ،علاجات نستعيض عنها بعلاج من نوع آخر لا يكلفك سوى قلم ورُقعة.
صحيح أننا نكتب بالحبر ممزوجا بدموع العين ودم القلب ،ونكتب أحيانا بالسكين حين لا يسعف القلم ،لكنها أوجاع كمخاض الولادة تهدأ مباشرة بعد ما يبصر الوليدُ النور.
تمنحك الكتابة حياة صافية من الأكدار وكل ما يدنس الروح والقلب، تهبك حياة جديرة بالحياة.
بقلم مريومة كمال
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق