*** كؤوس الهجيرة ***
رابطة حلم القلم العربي
*** كؤوس الهجيرة ***
بقلم الشاعر المتألق: إبراهيم موساوي
*** كؤوس الهجيرة ***
هرَعنا ، ولفحُ القيظِ بالجَمرِ يَخدِفُ
لوادٍ ظليلٍ ، في الهجيرَةِ نَدلِفُ
فرقَّ لنا دوحٌ يُحادي مَسيلهُ
فَمِلنا إلى فيءٍ بهِ نتلطَّفُ
وكان خميلُ الجَزْعِ أخرسَ صامِتا
يَحومُ به طيفُ السُّكونِ ويزحفُ
يَظلُّ بهِ الصَّرَّارُ يَشدُو شُجونهُ
فيَعلو ويَخبُو في العويلِ ويرجُفُ
وتُجلى بهِ الوُرّقُ الصَّدى بهَديلِها
فَيصحُو من الجُرفِ السَّميقِ ويَنزِفُ
فقلتُ لنَفسي ، جلَّ مَن وضعَ الصَّدى
جوابًا لِمن يُلقي الشُّكوكَ ويهرِفُ
وقلتُ لِمَن حَولي ، أديرُوا مُشعشعًا
حلالًا ، فإنِّي بالمُشَعشَعِ مُذنِفُ
وإنِّي بهِ مُنذُ الفِطامِ مُعمَّدٌ
فَكيفَ أطيقُ البُعدَ عنهُ وأعزُفُ
لهُ بهضابِ الصِّينِ ، طقسٌ يَصونهُ
وفي المَغربِ الأقصَى، طقوسٌ ومَقصِفُ
وهاتُوا الصَّواني اَستَشفُّ رُموزها
فإنِّي خبيرٌ بالصَّواني وَمُشرفُ
إذا رُمتُمُ أن تكرَعوهُ مُروَّقا
فَحيدوا عن البُخلِ الذَّميمِ وأسرِفوا
وإن رُمتُمُ الأسْمى ، فلوذُوا بشعرةٍ
وأجْودُها الأغلَى ، فَجودُوا لترشُفوا
ولا تدعُوا بيضَ "القوالبِ" إنها
بمذهَبنا المَشهورِ في الذَّوقِ تُنصفُ
ولا تُهملوا النَّعناعَ في الصَّيفِ إنَّهُ
بِه رشفاتُ الشَّاي تحلُو وتلطُفُ
فإن تَفعلوا لاشكَّ ، فُزتُم بأصهبٍ
يُفيضُ حواسَّ المُحتسينَ ويُرهِفُ
يفوحُ كما العَرفِ الشَّذِيِّ ويَستوي
بِكاساتهِ مثلَ النُّضارِ ويعكُفُ
تُغازلُهُ يُمنايَ حينًا وتَرتقي
بِ " برَّادِهِ" فوقَ الكُؤوسِ فَيذرِفُ
يُسايرُهُ الإعجابُ إن صُبَّ مُزبِدًا
فَيَهمي لُعابُ الجَالسينَ ويَنشَفُ
وترنُو عُيونُ الحاضرينَ بلهفةٍ
إليه ، تُحاديها الحَناجِرُ تَهتِفُ
أعِدُْ رفيعَ الشَّاي يَسمو شُعاعهُ
كما الشمسِ ، يُغري الشَّاربين ويُسعِفُ
فإن ذَاقهُ مِنِّي عميدٌ مُتيَّمٌ
تناسَى هيامًا في الحشاشةِ يُرجفُ
وإن ذا سِقامٍ اِرتوَى بِدهاقهِ
تعافى ، وقبلًا كان يَهذي ويَخرُفُ
لمِن لمْ يَذقُ كأسَ "الأتاي" ، أقولُها
مُجَلجلةً ، تنحُو الصِّماخَ وتُرهِفُ
عليكُمْ بشربِ الشاي ، وانْسَوا غريمَهُ
ولا تَصحَبوا مَن كان في الشَّاي يَقذِفُ
بقلم : إبراهيم موساوي
......! 15 11 2021
توثيق : وفاء بدارنة
التدقيق اللغوي: د. نجاح السرطاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق