الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021


***  صراخ الأبناء   ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  صراخ الأبناء   ***

بقلم الشاعرة المتألقة : جليلة فريدي 

*** صراخ الأبناء   ***

بقلم جليلة فريدي 

الأبوة شعور إنساني 

الأبوة عطاء وسخاء في المشاعر 

الأبوة مسؤولية 

الأب أسد وسط عرينه يحمي جميع أفراد أسرته .

حز في نفسي كثيرا شعور فتاة قاصر لم تعرف كنه قسوة الزمان تخبر من حولها ان أباها مات رغم أنه على قيد الحياة. 

سألتها من باب الفضول :

لماذا يا ابنتي تقولين أن أباك قد مات وهو حي يرزق .

قالت والدموع تحجرت في مقلتيها وتنهيدة انبعثت من أعماقها كأنها تحمل جبالامن الهموم رغم صغر سنها .

أقول إن أبي قد مات لأنني ببساطة لم أجده وقت احتياجي له .

وبدأت تصرخ والدموع تنهمر من عينيها كأنها تنتظر من تشكو إليه همها الذي أثقل صدرها .

وانفجرت قائلة :

أبي لم يرافقني للمدرسة لأفتخر به أمام زميلاتي 

أبي لم أجده أمام المدرسة ينتظرني وفي يده هدية أو حلوى أو شيئا بسيطا بل لا أريد شيئا سوى إحساسي أن لي أب يخاف علي .

أبي لم يشتر لي هدية في عيد ميلادي بل لم يتذكره حتى لتهنئتي 

أبي ترك أمي وسط الطريق تتخبط مع واقع مر صعب ومسؤولية أرهقت كاهلها .

أمي تشتغل لتسدد حاجياتنا أنا وإخوتي وتعمل المستحيل لتعويض مشاعر وأحاسيس نفتقدها بسبب غياب الأب .

أبي لم يمسح دمعتي لما أحسست بضيق أو قهر .

أبي لم يحتضنني لما نجحت بامتياز بل لم يحضر لحفل تكريمي .

قالت وكأنها اجتازت سنها بكثير  

مات إحساس الأبوة في نفسي يا خالة .

قالت لي :كل ليلة تبتل وسادتي دموعا ليس لأني ينقصني شيء مادي ولكن لأن أبي حرمني منه غير آبه بي ولا بإخوتي ولا بأمي .

صرخت في وجهي وهي تحتضنني 

قولي لي بالله عليك يا خالة :هل أبي حي يرزق.

وقفت في مكاني وقد أصابني ما أصابني من ذهول ألتقط أنفاسي كي أستطيع الاجابة .

لكن تلعثمت في الكلام .

قلت لها :التمسي له العذر بنيتي ربما له ظروف تمنعه من زيارتك .

مع أني أعرف في قرارة نفسي أن الابنة معها كل الحق .

لو كان أبوها ميتا فذاك أمر الله وستتقبل الأمر .

أما أن يكون على قيد الحياة ويهرب من مسؤوليته أمام أبنائه سواء كان معهم أو كان بعيدا عنهم.

  هذا أمر صعب .

أرجوكم أيها الآباء لا تتركوا أبناءكم عرضة للإهمال والضياع تحملوا مسؤوليتكم أمام الله فكلكم راع ومسؤول عن رعيته .

بقلم جليلة فريدي 

من المغرب

توثيق: وفاء بدارنة 

التدقيق اللغوي: د. نجاح السرطاوي 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق