*** الزنازين ***
رابطة حلم القلم العربي
*** الزنازين ***
بقلم الشاعر المتألق: منصور غيضان
*** الزنازين ***
قصيدة من رزنامة قديمة
.........
شَأْنُ الزَّنَازِينِ لَاشَمْسٌ ولا ريحٌ
مَابَالُهَا ذَهِلَتْ عَنْهَا الْمَفَاتِيحُ
مَابَالُهَا خَرَجَتْ مِنْ جِلْدِهَا سَئْمًا
وَالصَّبْرُ مُحْتَرِقٌ وَالشَّوْقُ مَذْبُوحٌ
أَنْفَاسُهَا خَنَقَتْهَا ثَمَّةَ أَخْتَنِقَتْ
فِيهَا وَقَدْ خُنِقَتْ لَوْ تَخْنُقُ الرُّوحُ
جَرْبَاءُ تَلْهَثُ وَاﻷظْفَارُ لَاهثةٌ
فيها فَسَائِرٌهَا دَامٍ ومقْرٌوحٌ
تَحْتَكٌ إِنْ كِلْتِ اﻷظْفَارٌ وَانْسَلَمت
بِالْوَهْمِ وَهُوَ سَقِيمُ النَّفْسِ مَطْرُوحٌ
مَجْرَى الصَّدِيدٌ عَلَى جُدْرَانِهَا لِزَجٌ
رَطْبٌ يَنَزُّ فَقَلْبُ الصَّخرِ مَجْرُوحٌ
كَلَ الْخَيَالٌِ بِهَا فَالرُّعْبُ يُلْجِمُهُ
عَنْ شَأْوِهِ فَهُوَ رَخْوُ الرَّأْسِ مَكْبُوحٌ
مُنْبَثَةٌ فِى خَلَايَاهَا فَوَاجِعُها
فَالصَّحْوُ مَجْزَرَةٌ وَالنَّوْمُ تَبْرِيحٌ
خَرْسَاءُ ظَامِئَةُ اﻷحْدَاقِ يَرْمُقُها
مَوْتٍ وَعِلَجٌ كَرِيهُ الْوَجْهِ مَقْبُوحٌ
وَالْفِكْرُ بَيْنَ عِظَامِ الرَّأْسِ مُنْكَفِئِ
فلا يحركه إلا التسابيح
إِنَّ فِكْرَةً هَمَسَتْ فِى أُذُنِ جَارَتِهَا
فَاللَّفْظُ مُرْتَعِشٌ وَالصَّوْتُ مَبْحُوحٌ
وَالْوَجْدُ مِنْ حَرْقِ لْأَكْبَادِ يَنْسِجه
شَدٌّ وَجَذَبٌ وَإِيمَاءٌ وَتَلْمِيحٌ
غَيَوْمُهُ فِى الدَّجِى الْحِيْرَانُ حَائِرَةٌ
وَالصَّمْتُ وَالْآهُ إِمْساكٌ وَتَسْرِيح
الْعَالِمُ الرَّحْبُ فِيهَا غَيْرُ ذِى هَدَفٍ
فَهُوَ ادْكَارٌ بِذَيْلِ الشِّرْكِ مَمْسُوحٌ
وَاﻷرْضُ تَنْبُعُ كُفْرٌ أَوْ تَعِجُّعَ عمى
وَﻻسُيُول ولا فلك ولا نوح
..........
الشاعر المصري/ منصور غيضان
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق