،*** حلم في ظل شجرة ***
رابطة حلم القلم العربي
*** حلم في ظل شجرة ***
بقلم الشاعر المتألق: جرجس لفلوف
*** حلم في ظل شجرة ***
خرجت صباح يوم ربيعي دافئ أحمل كتبي وقرطاسي واقلامي في حقيبتي القماشية التي خاطتها امي قبل رحيلها إلى جنة الله قاصدا الغابة أنعم بحرية استنشاق هواء نقي وألقي براسي على صدر الأرض فهو كصدر الأم لا ينضب حنينه ولا يتوقف عن العطاء____. اه ما اجمل كلمة ام ينطقها اللسان فهي الاسم الأول والوحيد في لغة العالم وهي الوجه الأول للخلق وهي الوحيدة التي تمنح الحياة لأبناء الحياة وحدها الأرحام تنتج الحياة __
أنهيت واجباتي المدرسية والقيت ذاتي على متن شجرة بجانب عين تسيل دموعا نقية كقلوب الأطفال. ____اه ما اريح متون الأشجار هي كمتون الأمهات لا تتعب من حمل أبنائها وتقديم مقومات الحياة لهم___ احن إلى متن امي إلى شعرها المجدول و وجهها الصبوح ،إلى بسمتها وحكاياتها
أقفلت أبواب عيني طالبا النوم..كل شيء في الكون ينام ويصحو ما عدا أحلامنا وأمانينا وذكرياتنا... شعرت بروحي تعانق جذور هذه الشجرة كما كانت تعانق صدر امي وانا ذاهب بجانبها إلى النوم ورحلت لا أدري كم من الوقت إلا أنني سمعت كما يسمع النائم هدير ضحكة قادمة من اتجاه النبع نظرت جهة الصوت مذعورا فرأيت امرأة قادمة نحوي تشبه امي هل انا ارى حقيقة أم لا زلت اغوص في بحر الحلم.? وقبل أن اجيب عل سؤالي كانت تقف فوق راسي تؤكد لعقلي المشوش انها امرأة حقيقية وقبل أن أتمكن من الكلام سمعت صوتا ناعما كصوت امي يتسلل إلى صحن اذني
..نمت طويلا يا صغيري ألا تريد أن تتناول طعامك.?
....ذكرتني بآئسة التربية البدنية في مدرستي( يا صغيري) فقلت من انت آنستي.?
...انا لست أنستك يا طفلي الحبيب انا جنية الغابات اقتنص اللحظات لاقدم الحب والحنان لفاقدي حب وحنان الأمهات
...غرقت في مستنقع من العرق خوفا وخجلا وقلت. ارجو سيدتي أن لا تعبثي بي فأنا لست من ترومين اقتناصه فهناك الكثير من الطرائد..وقبل أن أكمل كلامي جلست إلى جانبي ووضعت راسي عل صدرها كما كانت تفعل امي وبدأت تلقمني لقيماتهاوانا كطفل مسلوب الإرادة استجبت لها وانا غارق في لجة المتعة سألتها هل انت امي.?
...لا تكتئب حبيبي كلما جئت إلى هنا ستجد امك إلى جانبك ستسمعك أجمل الحانها وكالفراشة ستحترق على نور وجهك وتعود كطائر الفينيق إلى الحياة لتجني لك العسل كنحلة من حدائق ايامك حبيبي وطبعت قبلة على جبيني وما أن لملمت ذاتي ونظرت فلم أجد شيئا سوى رف من الحمام يلتقط الحب بجانب النبع وعصافير تغرد على الشجرة وثعلب يطارد ارنبأ وانا أطار د انا عائدا من حيث جئت اسال نفسي هل هذه امي.? ام أنني كنت احلم أن تكون امي إلى جانبي وسألت الدموع من عيني وانا اقول
رحلت امي وبقيت......فما نفع البقاء
كنت فديتك نفسي.......لو أمكنني الفداء
انت حبيبتي وحياتي.....يا نبع الحب والعطاء
بقلم : جرجس لفلوف سورية
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق