*** تصاريف الزمن ***
رابطة حلم القلم العربي
*** تصاريف الزمن ***
بقلم الشاعرة المتألقة : زكية ابو شاويش ام إسلام
قال الشَّاعر / أبو الطيِّب المتنبي
بم التَّعلُّل لا أهلٌ ولا وطنُ ___ ولا نديمٌ ولا كأسٌ ولا سكنُ
معارضة بعنوان :
*** تصاريفُ الزَّمن ***
_البحر : البسيط
قد كانَ لي هدفٌ تغتالُهُ المحنُ ___ في كلِّ آنٍ ولا من صائلٍ يهنُ
وعندَ كلِّ بلاءٍ كنت أُوقفُهُ ___ حتَّى أُجارَ من الرَّمضاءِ إذ أزنُ
كُلَّ الأُمورِ بعقلٍ ليسَ يهملُهُ ___ من قد يقدِّرُ أعمالاً لها ثمنُ
لا يحملُ الوزرَ إن ضاقت بِهِ بلدٌ ___والدَّمعُ يجري إذا ما ساءهُ وثنُ
يئنُّ من ألمٍ إن ذابَ كاحلُهُ ___ والصعبُ يمضي لذاكَ الصَّبرِ يمتحنُ
والوصلُ دوماً من الرَّحمنِ ينقذُهُ ___من كلِّ منجرفٍ إن قادهُ حرنُ
.....................
ها قد تركتُ من الآمالِ منتجعاً ___ آوي إليهِ كضرعٍ ما بِهِ لبنُ
وصادمتني رياحُ الوجدِ من بشرٍ ___ماتت ضمائرهم واصطادهم رسنُ
يا ويلَ أُمي وقد أصبحتُ منفرداً ___ وضاعَ مني رفيقٌ غرَّهُ فَطِنُ
وعدتُ أجمعُ أفكاراً تلاحقني ___ في كلِّ قفرٍجرى من هولِهِ الأمِنُ
من ضلَّ يسعى إلى عبدٍ يرافقُهُ ___والهمُّ يحثو ضباباً واستوى البدنُ
والحرُّ يرفضُ إذلالاً يُسلِّطُهُ ___ من جاوزَ الحدَّ في مَنٍّ لهُ فتنُ
.....................
إنَّا رحلنا عن الأوطانِ إذ أملٌ ___ قد لا يجدِّدُهُ من كادهُ الحزَنُ
وقد تمادى عسيرٌ فوقَ حاملِهِ___وشجَّ رأساً بأحلامٍ لها شجنُ
إما تُعادي قريباً لستَ تكرههُ ___ أو تأكل العشبَ من جوعٍ له سكنُ
والزَّهرُ ماتَ على الأغصانِ من عطشٍ ___والحرُّ يُقتلُ ممَّن صاده الضَّغِنُ
والموتُ حقٌّ فلا تحزن على جملٍ ___إن ماتَ كم سغبٍ والوصلِ مُرتهنُ
يا رب فارحم شباباً من معاولِهِ ___ لم تردِ إلَّا الَّذي قد باتَ يُمتهنُ
.......................
لا تحلفنَّ على شيء يغيِّرُهُ ___ هذا الزَّمانُ وحالٌ ضدُّهُ الحَسَنُ
ومن تمسكَ في شرعٍ يجندلُهُ ___ إلحادُ من قتلوا خيراً ومن دفنوا
فكن على الحقِّ لا تأبه لمنحرفٍ ___ بالوهمِ من حلمٍ قد صاغهُ الوسنُ
كُن مستجيراً بربِّ الكونِ من سقرٍ ___فقد تردِّدُ ما قد تسمعُ الأُذنُ
ولذ بصمتٍ إذا ما كنتَ في صخبٍ___ واغضب لحقٍّ إذا ما خانَ مؤتمنُ
وصلِّ دوماً على حِبٍّ وصحبتِهِ ___والآلِ ما صانَ روحاً في النَّوى البدنُ
........................
الأحد 16 ربيع الآخر 1443 ه
21 نوفمبر 2021 م
بقلم: زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق