السبت، 23 أكتوبر 2021


***   حوار تحت المطر  ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  حوار تحت المطر   ***

بقلم الشاعر المتألق: عبد الكريم الصوفي 

***  حِوارُُ تحت المطر  ***

قالَت تُحَدٌِثُني ... ما أجمَلَ أن يُسعِدَ القَدَرُ

أجَبتها ... لأنٌَني في قَلبِهِ ؟ ... أم رُبٌَما لِقادِمٍ يُنظَرُ ؟

قالَت بَلى ... لأنٌَكَ قَد جُعِلتَ بِهِ ... وقبلكَ كُنتُ لَم أزل لِلفَراغِ أعبُرُ

وأنٌَكَ فارِسي ... ولَقَد أزَلتَ من خاطِري تِلكُمُ الأوهام ... يشوبها الخَطَرُ

أجَبتها ... و كَيفَ أحبَبتِني في بُرهَةِِ ... ؟ هَل تَعشَقُ الغادَةُ عابِراً يَعبُرُ

 وَلَم يَكَد يَنقَضي ما بَينَنا من بُرهَةٍ ... أو يَنقَضي ما بَينَنا وَطَرُ ؟

هَل يُعقَلُ في لَحظَةٍ أن تَظهَرَ البَراعِمُ ... ويَنضَجُ في غصنِهِ الثَمَرُ ؟

أو تَلمَعُ في غُصنِها الأوراق ... يَزهو بِها الشَجَر ؟

قالَت ... رَسَمتُكَ في الخَيال فارِساً ... قَبلَ اللِقاء ... وأنا في خَيالي أُبحِرُ

فَهَل تُراك من خَيالي تَسخَرُ ؟

أم أنٌَكَ غافِلُُ عن مُهجَةٍ أُجٌِجَت مَشاعِراً ... يَسوقُها القَدَرُ ؟

أجَبتُها ... يا غادَةً من ساعَةٍ ما كُنتُ أعرِفها 

ولَم تَكُن في خاطِري تَخطُرُ

تَحَدٌَثي صَراحَةً ... وفي وُضوح ...

 كَيفَ مِن سُوَيعَةٍ هَوَيتِني ؟ هَل يَصدُقُ التَخاطُرُ ؟

لا تَظلُمي فارِساً من هَمسَةٍ قَد يُسحَرُ

فأردَفَت ... لِعِشقِها ... ذاكَ السَريع تَشرَحُ ... تُفَسٌِرُ

حينَما ظَلٌَلتَني من الهُطول ... ماذا أقول ؟ ... 

أحسَستُ أنٌَكَ بِما فَعَلتَهُ يا فارِسي ... بَطَلُ 

أجَبتَها ... أينَ البُطولَةُ من مَوقِف لا يَكادُ يُذكَرُ ؟

ألَيسَ في ذلِكَ بَعضُ الرِياء ... كالرُذاذ في الهَواءِ يُنثَرُ ؟

قالَت كَفى ... بَل هوَ كُلٌُ الإباء ... وأنا بِمِثلِكَ أفخَرُ

حينَما يَصحو الضَمير. وعَلى حَقيقَتِهِ يَظهَرُ

عيني كَما مُهجَتي ... لَيسَتا عن الصَوابِ تَغفَلُ

ولَستُ مِمٌَن بِقَولِها تُجامِلُ ولا هِيَ تُكابِرُ

إنٌَكَ فارِسي وفي الخَيالِ طَيفكَ ... وفي الضَميرِ يُحفَرَ

ماذا تَقول يا فَتى ... هَل تَرفُضُ مَوَدٌَتي أم أنٌَكَ لِلغادَةِ تَقبَلُ ؟

ألا تُحِسُ بالهَوى ... ذاكَ اللَهيب ... في خافِقي كالمِرجَلِ حينَ يَشتَعِلُ ؟ 

إنٌَني قَد شَرَحتُ مَوقِفي ... فَما رَأيكَ ... أيٌُها الغَضَنفَرُ ؟ 

أجَبتَها ... يا وَيحَهُ المَطَر ...

جَعَلَني فَجأةً في عَينِهِ الخَطَر  

ولَم تَزَل في حالَةِ عِشقِها تُبحِرُ ... ولَم تَزَل سَماؤنا تُمطِرُ

قُلتُ في خاطِري ... إذا صَحَت غادَتي من غَفلَةٍ 

أو قَلٌَتِ الأمطار ... رُبٌَما لِحالَةِ حُبٌِها تُغادِرُ ؟

فَدَعَوت خالِقي ... مِنَ الهُطولِ يُكثِرُ

بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي

اللاذقية ..... سورية

توثيق : وفاء بدارنة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق