الأربعاء، 29 سبتمبر 2021


***  غيري يطمّعُهُ  الرّغيفُ الحافي   ***

رابطة حلم القلم العربي 

***   غيري يطمّعُهُ الرّغيفُ الحافي    ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد الدبلي الفاطمي 

*** غَيْري يطمّعُهُ الرّغيفُ الحافي  ***

ما لابْنِ آدمَ عندنا لا يفهمُ؟***هل لايزالُ بما مضى يـــتوهّـــــمُ؟

أَنَودُّ أن نجتازَ دون تعلّمٍ***والـــــــــعلم بَوْصَلةٌ بهـــــــا نــتقدّم؟

ولقد أردتُ وما أردْتُهُ صدّني***فرجـــعتُ أبــــــكي عاجزاً أتألّمُ

جَدّدْ حُروفي إنْ أَرَدْتَ بِفِطْنَةٍ***فلقد تجودُ إذا تشاءُ فـــنفْـــــهمُ

وَبِها القُلوبُ إلى الحياةِ سَترتقي***عبرَ العلومِ وبالهدى تتـــحزّمُ

////

غَيْري يُطمّعُه الرّغيفُ الحافي***فــيروغُ عن شِيَمِ الكـريمِ الوافي

لا أَدّعي قَوْلاً إذا هُو لم يكنْ***حقّاً يُجَسِّدُ حِكْــــمَةِ الإنـــــــصاف

تَعِسَ اللّئيمُ وساءَ ما يُدْلي به***بيتُ اللّئامِ ومــــــنزلُ الأجْــــلافِ

ما كلُّ ما عندَ الخلائقِ كافياً***إلاّ كفافُ قناعَـــــــتي وعـــــفافي

إنّ الكبيرَ هو الكبيرُ بنفسهِ***ولقد أجادَ ركوبَـــــــــها أســـــلافي

////

مازالَ خَطْوُ شعوبنا يتعثّرُ***والحالُ عَيْنُهُ عـــندنا يتــــــــــــــكرّرُ

لا تحقرنَّ من القريضِ أصيلَهُ***فالنّـــــــظمُ من أفْواهنا يتـــــفجّرُ

سنظلُّ نرجمُ في الظّلام بأنْجُمٍ***مثلَ الشّهابِ حُروفُها تَتفــــــــطّرُ

وكذلك السّيلُ العنيفُ فإنّــــما***أولاهُ طلُّ ثُمّ مـــــوْجٌ أخــــــــطرُ

لا يسلمُ الأمل الكبيرُ من الأذى***حتّى تراهُ بـــــــعزمنا يتـــطهّرُ

////

كلّ العصورِ بأهلها تتجدّدُ***واللّيلُ يرحلُ والصّـــــــــــبيحةُ تولدُ

يا ذا الذي يختالُ في أوطاننا***بعصاهُ يضربُ في الرِّقابِ ويجلدُ

سيحينُ وقْتُكَ حالما يأتي الرّدى***فنراك نُصــــــبَ عيوننا تـتمدّدُ

والموتُ آتٍ والنّــــــفوسُ ودائعٌ***سنردُّها للمُسْــــــــتعانِ ونرقدُ

خذْها إليكَ من البيانِ بَلاغَةً***فيها الحُروفُ بِنَظْـــــــــمِها تَتَجَدَّدُ

////

سأظلّ حَرْفَ اللّفظةِ الخرساءِ***أَرْجو إثارَةَ ثورة الشّـــــــــعراء

وعلى بساطِ المُفردات قصائدٌ***باحـــــــــتْ بهنَّ سليلةُ الأمراءِ

فصحتْ عُيوني من عقيم سُباتها***واستيقظتْ من غــفْلة التُّعَساءِ

وتَوَجَّهَتْ صَوْبَ الطُّموحِ قَصيدتي***تَقْتادُها مَعْــــــزوفَةُ البُلَغاءِ

وإذا العُقولُ إلى الأمام تقدّمتْ***شعّت بها الأَفــــكارُ كالأضواء

////

يا حاكمين ألم تكونوا تعلموا***أنّ الرّبيع بــكُمْ إليــــــــــنا قادمُ؟

لو تشْعرونَ بظُلمنا لعرفْتُمُ***أنّ المُــــــــــعربِدَ بالتّســـلّط ظالمُ

لا تستخفّوا بالشّعوب فإنّكُم***تبنونَ والأجـــــــــلُ المُحــتّمُ هادمُ

عدلَ الرّدى بين الورى في حُفرةٍ***فالكلُّ يُدْفَــنُ والمُــفرّطُ نادمُ

وإذا المنيّة كشّرتْ أنيابَها***عجزَ المُـــداوي والطّـــــبيبُ العالمُ

////

ويلي إذا كان السّعيرُ جزائي***ماذا يحــــلّ بنكـــــستي وبكائي؟

يكوي العذابُ محاسني ويشينها***ويذوبُ منّي في الجحيم كسائي

فيقول لي الدّيّان جلّ جلاله***يا عبد سوءٍ كنـــــــتَ من أعدائي

حاربْتني وشققْتَ أمري عاصياً***ونــسيتَ عمداً أن تـخافَ لقائي

سترى جهنّمَ واللّهيبُ بجوفِها***ناراً طغتْ في اللّيــــلةِ الظّـلماء

بقلم : محمد الدبلي الفاطمي

توثيق : وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق