الاثنين، 27 سبتمبر 2021


***  المطلقة    ***

رابطة حلم القلم العربي 

***   المطلقة   ***

بقلم الشاعر المتألق  : عبد الكريم الصوفي 

*** المطَلٌَقَة ***

زَوٌَجوها طِفلَةً كَسِلعَةٍ تُنقَلُ


تَرَكَت ألعابَها ...في مَنزِلِ أهلِها ... وها هيَ تَرحَلُ


رَغٌَبوها بالزَواج ... بالملابِسِ التي تُغزَلُ 


أساوِرُُ في المِعصَمِ ... والأكاليلُ من زَهرِهِ القُرُنفُلُ


زَفٌَةُُ نورها ساطِعُُ ... زُغرودَةُُ ... لَيلُُ مَديد يَحفَلُ


عَراضَةُُ شاميٌَةُُ ... دُفوفُها تُضرَبُ ... والسُيوفُ تَصهَلُ


والضُيوفُ أفواجها كَتائِبُُ ... بَل عَلٌَها جَحافِلُ


والجُموعُ كَأنٌَها في غَزوَةٍ ( لِلمَغولِ ) إن هُمُ حَمَلوا


وعِندَما هَدَأ الضَجيجُ في الصالَةِ ... وخَفٌَتِ الأرجُلُ


وحانَ وَقتُ الوَداع ... غَصٌَةُ والدموعُ منَ العُيونِ تَنزُلُ 


وإحتِضانُ أُمٌِها ... أهلَها ... والصِحاب ... يا لَهُ سَيلها المقَلُ


ثُمٌَ غابَت فلا حِسٌُُ لَها ... وما لها خَبَرُ ... 


بَيتُُ حَصين ... والجِدار من حَولِها... وتُسدَلُ السَتائِرُ


رَجُلُُ لَيسَ من جيلِها ... هَل هو زَوجها ؟ .... 


أم عَلٌَهُ ذاكَ القَضاءُ ... أو رُبٌَما من بَعضِهِ القَدَرُ


غابَت عَنِ الغادَةِ أقمارُها ... أحلامُها ...


والفَتى في وهمِها ... ذاكَ الذي عَشِقَته ... ما زالَ يَنتَظِرُ


وأبتَدى في ذِهنِها الصِراع .يَستَعِرُ 


قَد شاقَها مَنزِلُ أهلِها ... شاقَها الجِوارُ ... واللَيلً و السَمَرُ


والفَتى العاشِقُ ... لَم يَزَل لِطَيفِها يَستَحضِرُ


وعلى فِراقِها في كُلٌِ ثانِيَةٍ يُقهَرُ


ألعابَها ... سَريرها ... أدراجَها ... خِزانَةُُ بالثِيابِ تَعمُرُ


كُتُبُُ عاشَت بِها ... أقلامها ... طُموحها لا يَفتَرُ


ذاكَ الحَنان ... من أمٌِها ... أينَ إخوَتِها ... وتِلكُمُ الدَفاتِرُ ؟


يا وَيحَها أيٌَامها ... كُلٌَما تَذَكٌَرَت شَهَقَت ... والدَمعُ يَنهَمِرُ


صَمتُُ مُريب ... جَوٌُُ كَئيب 


ذاكَ الحَبيب ... في حَيٌِها ... رُبٌَما من حَسرَةٍ ... لِنَفسِهِ يَنحَرُ


وزوجُها رَجُلُُ في السَماجَةِ يَرفُلُ ... 


أحاطَها بالحَديد ... والغيرَةُ من طَبعِهِ ذاكَ الشَديد


أغلَقَ أبوابَهُ دونَها ... أحَداً من أهلِها ... أصحابَها لا يُريد


ضَيٌَقَ من حَولِها حِصارَهُ ... تَمَرٌَدَت قَمَعَ ثَورَتَها ... فلا مَزيد


يا لَهُ من فارِسٍ جائِرٍ وبَليد


هَرَبَت ... عادَت إلى أهلِها ... تَحمِلُ بالحضنِ طِفلَتَها 


في الحالِ طَلٌَقَها ... فالغيرَةُ في طَبعِهِ تَقتُلُ


نارها ... بركانها لَهيبهُ ... لا يَخمَدُ


فالكُلٌُ ذو طَمَعِ في لَحمِها ... ولَيسَ مَن يُنجِدُ


يا وَيحَهُ مَصيرها في السَوادِ يَرقُدُ


هَل يا تُرى ( الغادَةُ ) في بُؤسِها تَصمُدُ ؟

بقلم : المحامي عبد الكريم الصوفي

اللاذقية ..... سورية

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق