الأربعاء، 3 فبراير 2021


*** أنا المعلم    ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  أنا المعلم    ***

بقلم الشاعر المتألق : ناصر الدسوقي 

*** أنــا المُعَـلِّـم   ***

أنا المُعـلـمُ الــذى مــا كـان يـوْمَـــــــًا

إلَّا وَكُــلُّ طَــــــالِـبٍ لَــهُ بِــإنْـحِـنَـــــاءْ

أنا المُعـلم الـذى كـأنما زرْعٌ تعــــالـى

فى الـــرُّبُــوعِ وَجِــذعُـنا مـا زار مـاء

عـرضـوا كثيـــرًا كى أُعطِى الـدُّرُوسَ

فـمـا رَضِـيـتُ بِقَـوْلـتِـى هـذا بـــــــلاء

إِن لَـم أُعــــامِـلَ خـالِقــى فـى مِهْنَـتِـى

فكـيـف لِى يـومَ القِيامَـةِ فى الجَــــزاء

ووجـدتُ نَـفْسِى كُلَّ يَومٍ ما استطـعــتُ

بِـأَنْ أَحِـيـزَ لِصِبـيتِـى ثَـمَـنَ الكِسَـــــاء

فـذهـبتُ فى النِّجـارَةِ صَـــاحِبَ وَرْشَـةٍ

خُـذنِـى صَبِيـًّا كَى أُذِيـبَ لـكَ الـغِــــرَاء

قــــــال أراكَ وقـدْ طَـلَلْـتَ بِـهــيْـبَــــــةٍ

مـا يـنـبغِـى لَـك الـمشَقَّــةُ بَـلْ هَـنــــاء

لـكِنَّنِى آثَـرْتُ بِأَنْ أُزِيـحَ إِجادتى جَـنْـبًا

وأَنْطَـوِى مَعَ العَـمَـالـةِ حِيـن النِّـــــداء

ذاكَ الجِهَــــاد كان بعـدَ نِهايتى عَـمَلِى

وظَلَلـتُ أعـمـلُ هـكـذا حتى المســـــاء

إلى أن جـــــاءَ يومٌ زارنا رجـلٌ يَبـغـى

أَثَـاثـًا قـال صَنِـيعُـكُـم خَـيْـرُ الـعَـطَــــاء

وفجــأًةً عـينـاهُ حَـطَّـتْ قِـبْلَتِى فَصـــاحَ

أنت المُديــر ! أراكَ تعـملُ فى الشَّـقـاء

أنـت الـذى عَـلَّمْـتَ جِـيـلاً بعـدَ جِـيـــــلٍ

هكـذا بَيْنَ النِّشَــارَةِ تَرْتَـدِى رَثَّ الرِّدَاء

أمَـا لِـمِـثـلِـكَ أَن يكُــونَ لــهُ مَـهَــابَــــةً

وَمُعَـزَّز فى بيـتـِهِ بِراتِبٍ حـازَ الرِّضَـاء

فأجَـبـتُـه بِـحـالِ غَـضـبٍ تِـلك الرَّواتِـبُ

بِالأقداحِ لِغيرِنا ونحنُ لهم قَعْـر الوِعَاء

أنا المعـلِّـمُ الـذى لَـمْ يـسـتَـطِـع يَـوْمــًـا

بِـأن يـكـون مَعِـى زوجَـيْـنِ مِنَ الحِـذاء

غـيـرِى بِـبَـدَلاتٍ عـنِ الـعَــدْوَى يَـكـِيـلُ

وتُـبـشُـورتـِى صَابَـتْ بِقُـرْحٍ ما الـدَّواء

أَمَـا سَـــألــتَ حـكِـيــمَـنـــا يـومـًا هَـــلْ

فـى المُـوازَنـةِ العِـلاوَةُ تَـكفـى لِـلـدَّواء

هـل هـذِهِ تِــلكَ الـنُّــقُـــودُ هِــى الـتـــى

قَـد عادَلـتْ أسـعـارهُـم سَـقْـفَ السَّمـاء

أْنا المَعـلِّـمُ الـذى إِن شـادَّنِى وَلِـىُّ أَمْـرٍ

عـاقَـبُـونـى وَخَـصْـمُ المُرتَّبِ لِى جَـزاء

وكذا أنا المعـلمُ الذى إِن سَـابَّـنِى وَلَـدٌ

بِفَصْلِى أحنُو عليهِ وأرتجِى له بالدُّعاء

وإِن تلفَّـظَ بِالقَبـاحَةِ ما أسـتطـعـتُ رَدَّهُ

فَخِشيَتِى بِأَن يكُون ابـنَ عقيـدٍ أو لوِاء

وسَـكـت صـوتى فى أَن أُبَـلِّـغَ شكـوتـى

وَمُـذ عَـمِلـتُ وما لِـحالِـنـا لَبُّـوا الـنِّـداء

لِأَجـلِ هَـذا سيِّـدِى أردْتُ حِفْـظَ كَرامَتِـى

ورِســالـتـى لهـا أَدِيـنُ دَوْمـًا بِالـوَفـــاء

هـذهِ مَعِـيـشَتـى وغـيرُنا سكنَ القُصُـورَ

وأَفْتَرِشُ الحَصِـيرَ وَحَامِداً حتَّى الرِّضَاء

أِذهبْ إليهم قُلْ لهُمْ هل هذه تلك العدالةُ

بينَكُمْ هـل هـؤلاءِ مَـن سيَـرِثوا الأنبيـاء

ديوان / قبل غروب الشمس

الشاعر / ناصر الدسوقى

توثيق : وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق