*** وكلي ما اجترحت يداك ***
رابطة حلم القلم العربي
*** وكلي ما اجترحت يداك ***
بقلم الشاعر المتألق : كريم خيري العجيمي
*** وكلي ما اجترحت يداك..!! ***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-#قال..
سنمضي يوما يا صديقي..
كل منا في طريق..
-#هل سنمضي كالمجيء؟!..
بتلك الروح النقية..
وهذا القلب البريء؟!..
-#ليتنا..
-#هل سنمضي غرباء..
يا صديقي هذا وهم..
فالغريب لا يؤذي غريبا..
-#ماذا إذن؟!..
-#أما أنت..
فربما..
تراني ماض تولى..
أو سبيل للعبور ليس إلا..
لا يستحق حتى أن تقف عليه دقيقة حداد..
ستطوي صفحته وتذهب لحال سبيلك..
تبحث عن أرض جديدة..
لعبة جديدة..
ومزحة جديدة..
عن فصول جديدة تونع فيها سنابل العطاء..
بعد عانيت معي عجاف قلب..
وجفاف روح..
وعلى أفضل الأحوال إن تذكرتني حين العبور..
ستغمض عينك للحظة وتمصمص شفتيك شفقة..
وعيناك بالكاد تعرفني..
وربما لن تتذكرني حينها..
أو ربما..
بلا مبالاة الصياد وفريسته تنزف..
قد تمر في الاتجاه الآخر..
دونما رد فعل أصلا..
إلا ذلك الانتشاء الذي تشعر به في داخلك..
لأن جلالة قلبك يرى أن الأمر برمته لا يهم..
وربما إن رق حضرته قليلا..
ستبتسم بسخرية من انتهت تلك الحرب غير العادلة لصالحه..
فوقف يشرب نخب انتصاره..
فوق جثث ضحاياه..
وكيف تكون الحرب عادلة واحد أطرافها لا يملك إلا قلبا..
لم يتعلم يوما كيف يغلق أبوابه جيدا..
والآخر لا يجيد إلا تصويب السهام والطعن بالرماح..
وقد أصاب أول ما أصاب قلبا، اتخذه دينا ولأجله أقام فرضه السادس..
فاقض ما أنت قاض..
وامض إلى هدى..
أو إلى غير هدى..
فلكل وجهة هو موليها..
أما أنا ياااا...
صديقي..
فسأمضي..
سأقضي ذلك المدعو عمرا..
أرمم تلك الأشياء التي تركتها خرابات بداخلي..
أقيم انكفاءة..
أقيل عثرة بعد عثرة..
وأطبطب على روحي المنهكة المتعبة..
ألملم أوراقي التي ما بعثرتها إلا كفك الرحيمة..
وكأنما كانت خيبتي الأولى ونكستي الكبري..
أني وثقت بها أمانا لدرجة العمى عن غيرها..
وما كانت إلا خوفا..
وعصفا كريح خريف بل هي أشد فتكا..
سأمضي..
أتجاوز تلك العثرات والحفر التي تفننت في صنعها جيدا..
كأنك تريد ألَّا أستقيم مرة أخرى..
سأجبر كسر قلبي..
وأظنه لا يجبر..
وأرتق جروح أعماقي..
وقد بدت بين جانبيها المسافات كما بين الأرض والسماوات..
ولا أعرف حتى الآن كيف سيبرأ جرح جاوز اتساعه ما يمكن أن تعالجه الخيوط..
وبأي خيط أرتق وأنا أغزل من وهن خيط العنكبوت عباءة الصبر..
وكيف أرتق وأناملي الآن يقضمها البرد..
لقمة لقمة..
وقد آثرت إلا تتركني عاريا هكذا..
لبرد الطرقات وتلصص الأعين..
سأمضي يا صديقي..
أو لا أمضي..
لا يهم..
سأموت قليلا أو كثييييرا جدا..
أيضا لا يهم..
وإن سألوني عني..
فسأشير بأصابعي المرتعشة..
إليَّ..
سأقول:-
أيها ال ـــــــهنااااااك..
ـــــــــــهنا.....
والمدى قد ضاق بي..
ــــــــــــأنت..
كيف يمضي منتهاك..
وكلي..
ما اجترحت يداك..
توقف النزف وانكسر القلم..
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق