الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020


***  سالة  ***

رابطة حلم القلم العربي 

***  سالة    ***

بقلم الشاعرة المتألقة: أسماء نور الدين

*** سالة  ***

ليس مهما أن تبقي بعيدا، فتفاصيلك تسكنني وتؤنسني، أتذكر (Hearchi) أعني كل شئ لكني أردت أن أقولها باللغة التركية التي قلت لي يوما لا تتعلميها واستثمري وقتك فى شئ أكثر إفادة.


ألا زالت عندك تلك العادة وأنت تقود سيارتك بقدمين حافيتين، كنت أتابع آحد الأفلام العربية ورأيت البطل لا ينتعل حذاء طوال الفيلم حتى ورثه ابنه، تذكرتك حينما أخبرتني، وأخذتني الدهشة وقتها لكني سعيدة بمعرفة تلك التفاصيل الصغيرة عنك..


أتتذكر أنت حينما أخبرتني بذلك، كنت تقود سيارتك مسرعا حينما جاءك اتصالي استنجد بك من بطش صاحب العقار،

جئت مسرعاً، وكأنك سابقت الريح، وحينما وجدتني أسفل العقار ارتبكت قليلا، فنسيت أنا كل شئ وأخذتني هيبة ممزوجة بطفولة، لا أدري كيف يجتمعان هكذا...

حتى صاحب العقار أصابه ما أصابني وانصاع لكل ما قلته، وسرعان ما ذاب الثلج وانفض الاشتباك..


كنت أحسب أن التفاصيل مرهقة ولكن تفاصيلك رغم قلتها، زاد لأيامي بدونك، كلماتك الغريبة، مواقفك من الجميع،

صمتك المستمر، صبرك الجميل، لطفك، رقيك..

حبك للأفلام القديمة، متابعتك للطبيب الشيف..


قلت لي ذات يوم عندما أخبرتك بحلم أزعجني، سيكون لكِ شأن عظيم، بشرتني فتمنيت تحقيق حلمي بكنفك، ما فائدة أى شأن وأى منصب وسعادته لا أتقاسمها معك، طعمه لاذع كالحمض، تشبيهى خانني مرة أخرى، أنت لم تحب يوما تخصصي فى العلوم كنت أشعر بذلك، ولم تتقبل فكرة التدريس كنت تفضل أن أظل بالبيت، تحت رعايتك، وأمام عينيك، أخبرتني عينيك بما أخفيته فى صدرك، أنتِ ملكة والملكة لاتعمل تأمر فقط. لقد تعلمت منك الصبر والصمت،

لكنهما يتلاشان فى حضرتك، وأمام شعوري نحوك..


أعلم أني مَنْ اخترت الغياب، وصدمتك بقراري هذا، أسبابي تعرفها جيدا، لقد سئمت من تحملك أوزاري، ضاقت بي نفسي،

وبدت صغيرة جدا، تلك النفس التى تستقوي بك عليك، وبك على الجميع، وضعت أمامي كل فصول الحرمان، وانتظرت الغيث فى فصل الصيف، لم ولن يأت، لذا سأذهب إلي الجانب الآخر حيث أجده بعيدا عنك..


تعلم أني لا أستطع بدونك، وتعلم أني سأعود يوما، أتعلم كل ما أخشاه أن أعود فلا أجدك هناك فى كهفنا البعيد، لقد أصفرت جدرانه وعشش فيه عنكبوت الوحدة،

وافتقدت أركانه لصدي ضحكاتنا، وسكتت البلابل عن الغناء 

كنت تحب سماعها كل صباح عندما تستيقظ قبلي وتصورها لي..


متي العودة؟، لا أعرف، ربما يتمناها طفلي فى الصدر، ويصدق عليها عجوز الرأس ولأول مرة يتفقان إذا كان القرار يتعلق بك..تذكر إن بعض البعد حب..

بقلم :  أسماءنورالدين 

توثيق : وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق