*** أنا وصفحتي البيضاء ***
رابطة حلم القلم العربي
*** أنا وصفحتي البيضاء ***
بقلم الشاعر المتألق: محمد الزهراوي ابو نوفل
*** أنا ...وصفحتي البيضاء ***
أيُّ نأيٍ وأى
برْقٍ تقيمين في
فيه الآن َ..سيدة
المحن والأحزان .
أطْلقْتُ خُيولَ
دَمي وَأشْرعْتُ
جَسَدي أرْكُضُ
دونَما طُرُقٍ..
خلْفَ الأهٍدابِ
السّودِ والياقوتِ.
ألْمَحُ وَراء الأفقِ
جِذْعَكِ المُسرْبَلَ
بِالجَمال الفَذِّ
والْوَريف جِدّاً.
وأعْرِفُكِ دونَ وَشْمٍ
ودونَ شَمٍّ أو لَمْس.
لأنّني أعْرِف مَن
صاغَكِ ليْلَكاً..
جبَلَكِ مِن زعتر
وَشيحٍ ..كَأن ّإيروسَ
نفْسَه فعَل ذلِكَ
رافِعاً سُمُوّكِ ..
لِيَتَياها هكَذا أمامَ
الشّيْطانِ بهْيأَتِكِ.
ووَهبَكِ أساوِر
وأقْراطاً وعُقوداً..
إذْ هكذا أنْتِ في
خاطري يا الـ ..
بَدَوِيّة الكُحل.
ولا شَبيهَ لَكِ بِهذا
الحُضورِ الطّاغي
بينْ الجميلات كَما
عرفْتُكِ أوّل ّمرّة
عِنْد مدْخَلِ باب
مكْتبَة الأسكنْدرِية
حيْثُ كنْت طالِباً
آنذاكَ أقْرَأ الفلْسَفة
وأتلقّى الشِّعْر معَ
دُروس البَلاغَةِ
وعلم الجمال..
عَلى يَدِ (أبوللّو) !
أحْسسْتُ عِنْدَها
نحْوَكِ بِشَهْوَةٍ طاغِية.
وَكُنْتِ لَكَأَنّكِ حزت
حسن جميع نساء
الكون وجمال عري
كُلِّ الْمُروجِ كياسمينةٍ
وحتّى القصائِد..
والمُدُن هكذا
كانَت تتَحدّث عَنْك.
وإلى الآنَ..
أنْتِ الشّروقُ فِيّ.
وَفي غاباتِ أشْجاني
كالنّارِ تنْتَشِرينَ.
مِن ظُلْمَةٍ لاحَ لي
نورُكِ فارْتَعَشْت.
وكالأقاصي تَمُدّينَ
في نارِ الجُرْحِ
عُنُقَكِ الأتْلَعَ رُبّما
لِتَمْنَحي إلَيَّ بَسْمة.
أو فَقطّ كَيْ تَؤَجِّجي
تَهاويلَ ذاتي الجَنوبِيةِ.
فَأيّةُ ريحٍ ألْقاكِ بها
حيث أداهِمك ..
مِثل مَطَرٍ صَباحي !
لَكَأنّكِ الْحِشْمَةُ أو
لعَلّكِ..صَفْحَةٌ بَيْضاءَ
أوْ مأدبَةٌ مِنَ الخلد
تَهْذي وَتُزْبِدُ
بيْنَ ذِراعَيَّ ..
وتحْتَ أصابِعي .
وأنا الصّقْرُ العائِدُ
من الصيد وقد
تهت أُحَدِقُ مسحورا
في بهاء قدك
الفاحش كعمود
ياقوتٍ من جنان
قصور الخلد ..
لكأنّكِ كنْز أوْ
هيْأتكِ غيْر مادِّية
أو أنّكِ في معْرِضِ
الجمال وحْش خرافي
الملامح والتكوين .
أغِبْتِ عن مَوْعِدِ
الحُبِّ سيِّدَتي أم
أضْناكِ المسير ..
تتلمسين الدرب
المعتم ..خوفا من
الخراب الذي هنا
أو أنا أنْتِ ..أُطِلّ
عَلى الدم والرُّعْبِ
النّاشِبِ فينا مِن
فوْقِ سطْحِ بيْتي َ
المنهار في واحدة
من مدننا المنهارة
جراء القتل والقهر
والإرهاب والقحط .
أنا التائه مولاتي..
أتوق إليك عارية إلا
من الحب المعتق..
وأحلامِيَ الغابوية
فهل أنا آثم ؟ ...
قادِمٌ مُسْتَوْحِشاً ..
أتضرع بوله
إلَيْكِ مِثل ذئب !
إنّهُ وقْتُكِ لننهض
يَهُزُّني وَتَرٌ وَصَهيلٌ
إلى شفتيك فيرى
العالم مشهد عناقنا
تحت قبة الشمس .
حتّامَ نظَلُّ هكذا
وقد تعِبتْ مِنّي
ومِنْكِ الطّرُقاتُ..
فَإِلامَ والشِعْرُ مرْهَق
اَلقَصيدة ..حزينَة
وأنا منْسِيٌّ..
بَين أغراب !
أنتظر أن ينشق
عنكِ القمر أو
أُفاجأ بك في
سريري ذات
ذات ليل ..
فأضع على رأسك
تاج الحلم أو ذاك
الذي تشتهينه ..
أو لست وطتي ؟
عشقي لك آية ..
فجودي بلقاء وإن
في الوهم وأطلب
الستر منك !..
إذ لم يبق لي
إلا وجهك سيدتي
دون مساحيق في
هذا المساء من
العمر بقصيدتي..
وكأنني مجرد كهف
لا يدل عليه رمز أو
أنني معك قبر
منسي وأنت امرأة ..
لا أحد !
محمد الزهراوي
أبو نوفل
("أبوللو" مأخوذ من "أبوللون" إله النور والفن والجمال عند اليونان)
------------------------
كل ما قرأته لك اخي وصديقي أ.محمد الزهراوي أبو نوفل يثلج صدري ثلاثا.
.اولا: لأن من يفقهون معنى قصيد النثر من القلة بمكان حد الندرة الماسيه..وانت مكتنز حد الرسوخ بهذا الفهم العميق ,فكرا وأداء,نظرية وتطبيقا..
ثانيا:لأنك لاتكتب بطرا ولا أشرا وإنما تكتب من منطلق الشعور بالمسؤولية الإنسانية مرة والتاريخية مرة والحضارية اخرى ..ولكل مبحثه الخاص الذي لااملك.. للأسف..ما يحتاجه من الوقت الان..
ثالثا:انت تخلق ابداعا يمنحنا معرفة في جانب كما ويبعث في قلوبنا أنسا ومسرة وامتاعا لا يمكن ان ينكره قارئ ذو حس ..لاحظ ..ليس شرطا أن يكون مرهفا ابدا ..فإمكانية نصوصك على الإختراق بل وتحريك الساكن عالية جدا..
من هنا أقول :
كل ماذكرناه آنفا مبعثه مجموعة من القدرات التي لا تتوفر الا لثلة من المبدعين ..ولست اعني هنا قصيد النثر وحسب..وأنما حديثي هذا يتسع لكل الطرازات الشعريه..
هذه القدرات العالية شديدة الارتباط بما يلي:
1-القدرة التحويلية الكبيرة ..
2- الخبرة العاليه..
3-قوة وسلاسة الاداة التعبيريه..
4-المخيلة الخصبة المبدعه..
5-الملكة العامة والخاصة ..
6-المجس التحليلي الاستبطاني البارع..
7-واخير وليس آخرا الشجاعة الادبية الباهرة موقفا انسانيا ورؤية ابداعية وتطلعات اجتماعيه..
كل هذا سيدخل في أطار دراسة اتمنى ان أشتغل عليها في هذا القصيد الذي أمامنا الان ولربما احتاج الى شواهد اخرى من قصائد أخرى..ولست هنا اعطي وعدا. ولكنني آمل ذلك ..والله ولي التوفيق . .معذرة منك اخي وصديقي ابا نوفل العزيز ..هذه محبتي ,وهذا تراصفي ..والسلام
افاق نقدية / غازي أحمد أبو طبيح
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق