*** سلام عليهم !!! ***
رابطة حلم القلم العربي
*** سلام عليهم !!! ***
بقلم الشاعر المتألق : كريم خيري العجيمي
*** سلام عليهم..!! ***
ــــــــــــــــــــــ
قال..
سلام على من يقتاتون الصبر رغيفا تلو رغيف..
رغم مرارته..
يتقلبون على أودية الترقب..
وأرصفة النزف..
لعل صبح تائه يعبر من هنا..
أو شعاع نور يغمر قلوبهم المتعبة..
المثقلة بالشوق..
كرحم غيمة..
توشك أن تتساقط..
سلام على المعلقة أمنياتهم بجدران ذاكرة منهكة..
مهترئة الأوراق..
ما زالت الطفولة تلهو بها رغم مرور الزمن..
كأنما رفضوا الانتقال من عباءة الصغر إلى معاطف الكهولة..
شاخت بداخلهم الأوجاع..
، وغاصت في أعماقهم الانكسارات..
وتكاثرت في ثرى أحزانهم الخيبات..
ورغم ذلك..
لم تفتر نوبات التطلع بداخلهم..
رغم تناول الكبر ملامحهم..
وبقية أرواحهم..
رغم استطالة العناء في خوافقهم، حتى أضحى يشق عنان السماء..
رغم تكالب العثرات..
وكثرة الانكفاء..
رغم تلون الوجوه..
وتبدل القلوب جفوا بعد صفو..
سلام..
على أولئك الذين عطروا الأماكن إذ مروا..
وغيرو خارطة الفرح على خد الزمن..
ووسعوا رقعة النور في عتم المحن..
لمجرد أنهم عبروا..
سلام عليهم..
حين القدوم..
سلام عليهم حين الرحيل..
سلام عليهم حينما ماتوا..
دون أن يخبر الريح عنهم إلا أنهم بخير..
لا كذبا كان..
ولكن أثرة أن يُظن بهم الضجر والشكوى..
وهل أرزى ممن ناله الزمان بنوائبه؟!..
فهان..
سلام..
على سنابل الصمت التي أينعت هناك..
في حقول شفاههم..
دون أن تفارق إحداها الأخرى..
تنتظر حصاده عطفا وريا..
والعطف في عرف الزمان موءود..
والري على ملة الممنوع..
وهل أتقى ممن أعلن صيام القلب عن غيرهم..
رغم كثرة مساغبه؟!..
سلام..
على أولئك الموقوفين في أودية الأنين..
يتألمون بشرف الفرسان..
يموتون بطهر الدواخل دون أن يتغيروا..
دون أن يأبه هؤلاء أنهم وُجعوا..
وبأيد كان يظن بها الشفاء..
سلام عليهم..
إذ علموا أنهم كانوا على قيد عابري السبيل..
فآثروا الصمت للأبد..
علموا أن هؤلاء وقد تجلمدت قلوبهم..
فلم تعد تشعر بشيء..
ولا تهتم لأحد..
فتناولوا الأرق حبوب انتظار..
ورابطوا على الود..
رغم الخيبة والحزن والكمد..
أعوزتهم فاقة الحنان قلبا يحتويهم..
ولفظتهم القلوب كأنهم رجس..
فربطوا الحجر على بطون الحاجة..
ولم يطلبوا قدر ذر من مدد..
خبروني أيها السادة..
هؤلاء الملائكة..
أنبياء العشق..
وأولياء القرب..
لو عبروا يوما من هنا..
كم ينبت تحت أقدامهم بساتين ورد؟!..
خبروني..
لو حضر طيفهم في ظلام ليلة دهماء..
كم قنديلا ينبت في جنباتها؟!..
سلام عليكم..
يا أيها الذين لا أجد لهم في بطون اللغة وصفا..
إلا بقية الطهر..
وعاقبة الرجاء..
يا سلالة النور..
يا أهل النقاء..
لكم مني ألف اعتذار..
ولا يفي بحقكم الاعتذار..
ولا أدعي بحال أني كنت أحدهم..
وهل لمثلي قصير يد؟!..
عجول..
تغلبه فطرة البشر..
أن يكون كهؤلاء..
لكنني على الدرب أسير..
لعلي يوما أصل..
أيها السادة..
نقطة، ومن أول السطر..
هؤلاء المذبوحين..
المفطورة قلوبهم..
عند من ضاعت حقوقهم؟!..
والمطلوب بالحق..
هو الذي ينطق الحكم..
وهل تقوى عند مثله الحجة؟!..
رفعت الجلسة يا سعادتكم..
ففيم يجدي..
النحيب والصخب والضجة؟!..
قوموا يرحمكم الله وأدوا صلاة الجنازة على أرواحكم..
فما من أحد هنا يتقن الصلاة غيركم..
وما في الصفوف طاهر سواكم..
وكلنا ملوثون بذنبكم..
وهل رأيتم يا جلالتكم؟!..
في الورى قبلا..
ميتا يصلي على نفسه..
إنها والله..
لعجب عجاب..
انتهى لعجز القلم..
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
توثيق : وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق