*** أُغْنِيَةُ الفُقَرَاءِ ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** أُغْنِيَةُ الفُقَرَاءِ ***
بقلم الشاعر المتألق: محمد عبد المجيد الأثوري
*** أُغْنِيَةُ الفُقَرَاءِ. ***
نَعَمْ، فَقِيرُ الْمَالِ،
لَكِنَّنِي غَنِيٌّ بِالرُّوحِ.
أَكْتُبُ بِقَلَمٍ مِنْ نُورٍ،
وَأَحْمِلُ فَوْقَ كَتِفِي
خُبْزاً لِلْجِيَاعِ،
وَحُلْماً لَا يَمُوتُ.
لَا بَيْتَ لِي سِوَى الْكَلِمَةِ،
وَلَا وَطَنَ إِلَّا الْقَصِيدَةَ.
أَمْشِي حَافِياً عَلَى جَمْرِ الْأَسَى،
وَأَزْرَعُ فِي الدُّرُوبِ
أُغْنِيَةً مِنْ مَاءِ وَحَنِينٍ،
تُورِقُ حَتَّى فِي الرَّمَادِ.
فِي قَلْبِي مَدَائِنُ خَضْرَاءُ،
قُصُورُهَا مِنْ ذَهَبِ الْحُلْمِ،
عُرُوشُهَا مِنْ عُنُقِيدِ عِنَبٍ،
وَمَاؤُهَا عَذْبٌ فُرَاتٌ،
فِيهَا الْحَالِمُونَ،
وَلَا يُطْرَدُ مِنْهَا الْيَتَامَى.
رَأَيْتُ الْغِنَى يُطْفِئُ الْوَهَجَ،
يُجَمِّدُ الْحُلْمَ فِي قَوَالِبِ الرُّخَامِ،
وَيُعَلِّقُ الْجَمَالَ عَلَى جُدْرَانٍ
لَا تُصْغِي لِلأَنِينِ.
أَمَّا الْفَقْرُ،
فَهُوَ الَّذِي عَلَّمَنِي أَنْ أُغَنِّي،
أَنْ أُعْطِي دُونَ أَنْ أُحْصِي،
أَنْ أَكْتُبَ دُونَ أَنْ أَبِيعَ الْمَعْنَى،
أَنْ أُحْمَلَ فَوْقَ رَأْسِي
لَا تَاجاً... بَلْ خُبْزاً.
أَحْرُسُهَا بِأَدْمُعِي،
وَأُنْشِدُ لَهَا كُلَّ مَسَاءٍ،
أَلَّا تَنْكَسِرْ،
أَلَّا تَغِيبْ،
أَنْ تَبْقَى وَعْدًا
لِمَنْ حَمَلَ الْخُبْزَ فَوْقَ رَأْسِهِ،
وَمَضَى...
دُونَ أَنْ يَفْقِدَ الأُغْنِيَةَ،
وَلَا يُنْزِلَ التَّاجَ عَنِ الْكَرَامَةِ.
---
بقلم : الأثوري_محمد_عبدالمجيد
– 2025/9/8

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق