الأربعاء، 17 سبتمبر 2025


دعيني أخرج من عروق السفر

النادي الملكي للأدب والسلام 

دعيني أخرج من عروق السفر

بقلم الشاعر المتألق: محمد محمود البراهمي 

دعيني أخرج من عروق السفر

---

دعيني أخرج من عروق السفر

من جيوبك

خلف مرآيات الشمس المعكوسة

في وجع الريح

دعيني أجمع خوفي من قيود

أساور يديك

الملتفة حول عنق أشواك الورد

دعيني أفرّ ولو وجِلاً

من تجاعيد صوتك المبعثرة

في تفاصيل دمي


سوف أقرأ سورة الإخلاص

للخلاص من صدأ الوقت

ومنديلي الذي ما زال يحتفظ

بدمعة خطيئة الخضوع

كيف أعود إلى "مني" التي تقطعت

مني

في قلق فرشاة وحبر قلم

وخرجت من جسدي بعيداً

عن خرائط الروح


أي ذنب كان في تعريفي

من تفاصيل وهم؟

أي عذر لك أرتديه في شفاعتي

قميصاً أخرج به

لسؤال يسبقني في لغة قصاص؟


يا ذنباً في سريرة وجلي

قتل حلمك في السفر

وكان الآخذ بي لخصلة شعر

ساقطة من حقيبة تمتلئ

ذنوب العشق

فأغلق كل المصابيح

التي تستبق بي الباب

بكل لغات القلوب كنتَ سدى
آتي من عسر ضمير
سرقتَ من رصيد قلبي المبتور
عكازة الشوق
فأين أنتَ من غبار مطفأة
أصابتني فيك وجعاً وعبساً
وخاطراً لم يتورع في الكذب؟

أين غناء نافذتي المشبّهة قديماً
بعرس بلقيس؟
وقد جف حينها دم الخوف
على شفة الأوراق وقافية الهدهد

أين حلمك وقت ما قررتُ
أن أكون لونك
وتكون في تفعيلة عطري وزُرقتي
مهما تشظّت عيون الشروخ
في كآبة توقيت
وأنا في خروجي منك خلسة
برّرت لي النجوم أن لا غطاء
على امتداد المطر
في نية الصفصاف والريح
وأن كل مساحات الظل تفرّقت
عن خصلات المسافة
في رغبة عقاب

لا عودة لي لأبدو عاقلة النساء
في توقيت صلاة ودعاء
وألفة سرقت مني طمأنينة أصابعي
وأغلقت فيها أبواب
كفالة الأوجاع
بقلم : محمد محمود البراهمي 

توثيق: وفاء بدارنة 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق