*** بدأ العجز يتكلّم. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** بدأ العجز يتكلّم. ***
بقلم الشاعر المتألق: سليمان كامل
*** بدأ العجز يتكلّم. ***
✍️ بقلم // سليمان كاااامل
ماذا تبقّى... منكِ يا مصرُ،
حتى نحيا... حياةَ الكرامِ؟
بيعت أراضٍ... بيعت مصالحُ،
من المستفيدُ... يا ذوي الأفهامِ؟
بدأت مدارسُنا... بعامٍ جديدٍ،
ووقف حفيدي... أخجلني بكلامِه.
ثيابي رثّةٌ... وبالي يا جدّي،
هل أرتديها... من عامٍ لعامٍ؟
قصيرٌ عليَّ... يا جدّي بنطالُه،
وقميصُه ضاقَ... وبلا أكمامٍ.
أما وعدتني... تشتري الجديد؟
وكم ستعطيني... المصروفَ للأقلام؟
إنني أعفيك... يا جدّي من طعامي،
رضيتُ بالميسور... من هذا الطعامِ.
بكيتُ دونما... يرى حفيدي،
بكاءَ قلبي... وأبديتُ ابتسامِ.
لكني سألتُك... يا وطني حقي،
وقد سمحتَ... ببيعهِ للئامِ.
ألستُ أنا... من رفعَ السلاحَ،
وتخضّبتُ دماً... كي تحظى باحترامِ؟
ألستُ أنا... من جعتُ وتعريتُ،
حتى أُكسوك... خُضرةَ الأنعامِ؟
ألستُ أنا... من تحمّلتُ العنا،
حتى تخطو... يا وطني للأمامِ؟
لماذا جهدي... يذهب هباءً،
وينعمُ به... أولادُ الحرامِ؟
بأمرِ الساقطين... تُقسّمُ علانيةً،
وناهبوك كُثرٌ... بأمرِ الحكامِ.
طأطأتُ رأسي... أمامَ حفيدي،
تعلّلتُ بالفقر... وإيثار السلامِ.
ولصقتُ فمي... بلاصقِ الجبنِ،
أعلمُ الحقَّ... والتحقتُ بالنيامِ.
هنا يا حفيدي... بقايا ملزماتٍ،
قديمةٌ نعم... فلتقرأ باهتمامِ.
ربما عليها... بعضُ أوساخٍ،
تركها طفلٌ عابثٌ بالعلامِ.
وتلك حقيبةٌ... نعم مهلهلةٌ،
ستحمل كراساتك... وبقايا الأقلامِ.
تعلّم يا حفيدي... معنى الفداءِ،
كلُّ ما نملكُ... فداءٌ للسلامِ.
وليحيا السارقون... الغاصبون للوطنِ،
وليحيا المفرّطون... بكل الأحلامِ.
ولتَمُتْ آمالي... فيك يا حفيدي،
فدمعةُ عيني... تخبرك بانهيامِ.
أرأيتَ يا وطني... قبضتَ الثمنَ؟
لا ابنٌ تتلمذ... ولا حفيدٌ بانتظامِ.
توثيق: وفاء بدارنة


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق