*** السِّجْنُ الأَكْبَرُ. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** السِّجْنُ الأَكْبَرُ. ***
بقلم الشاعر المتألق: عبد الله محمد حسن
*** السِّجْنُ الأَكْبَرُ. ***
لَنْ أَبْقَى
مِثْلَ السِّجَّانِ
أَخْتَارُ لِنَفْسِي الحُرِّيَّةَ
وَلِغَيْرِي
أَخْتَارُ الأَحْزَانَ
وَيَسْعَدُنِي
بُكَاءً أَسْمَعُهُ
مِنْ خَلْفِ القُضْبَانِ
وَنِدَاءً مِنْ نَامُوا
وَتَرَكُوا
السِّجْنَ لِلسِّجَّانِ
وَحِينَ يَكْفُ
الدَّمْعُ
عَنْ الفَيْضَانِ
وَتَفْتَحُ تِلْكَ الأَبْوَابُ
وَلَا يَبْقَى أَحَدٌ
خَلْفَ القُضْبَانِ
أَشْعُرُ بِضِيَاعٍ
بِشُعُورٍ مَرٍّ
شُعُورٍ يُخْبِرُنِي
بِأَنِّي
أَصْبَحْتُ مَهَانًا
لَمْ يَبْقَ
لِوُجُودِي مَعْنَى
مَا دَامَتْ
لَا تُوجَدُ قُضْبَانٌ
كَمْ مِنْ
جَرِيمَةٍ يَرْتَكِبُ
فِي حَقِّ الإِنْسَانِ
وَالْمُجْرِمُ حُرٌّ
نَعْرِفُهُ
مُنْذُ زَمَانٍ
يَحْتَاجُ لِسِجْنٍ أَكْبَرَ
بَلْ أَكْثَرَ
مِنْ سِجَّانٍ
أَبْكِي الوَرْدَ مَآسِيَهُ
فَمَالَتْ مِنْهُ الأَغْصَانُ
وَضَمِيرٌ
نَامَ مُلْتَحِفًا
بِأَغْطِيَةِ النِّسْيَانِ
قُرْآنٌ يُتْلَى
نَسْمَعُهُ
يَشْغَلُنَا النَّغَمَ
عَنْ المَعْنَى
يَشْغَلُنَا بَيْعَهُ
لِلطَّرَبِ
بِأَبْخَسِ الأَثْمَانِ
ثَمَّنَتْ أَبْدَانٌ
مِنْ ثَمَنِهِ
وَيَبِسَتْ أُخْرَى
مِنْ غِيَابِهِ
عَنِ الوِجْدَانِ
إِنْ قَالَ القَارِئُ
نَارًا مُسْتَعِرَةً
وَجَحِيمًا يَتَظَلَّى
قَامَ السَّامِعُ
مِنْ فَرْطِ الطَّرَبِ
يَرْقُصُ
دُونَ خَوْفٍ
مِنْ تِلْكَ النِّيرَانِ
السِّجْنُ كَبِيرٌ
وَالسِّجَّانُ
هُوَ الإِنْسَانُ
وَنِدَاءُ صَلَاةٍ نَسْمَعُهُ
يَدْعُونَنَا
لِجَدِيدِ الإِيمَانِ
نَتْرُكُهُ وَنَحْنُ
نَلْهُو
لَهْوَ الصِّبْيَانِ
كَلِمَاتِي
مَا زَالَتْ
جَاهِلَةَ العُنْوَانِ
تَبْحَثُ عَنْ
قَلْبٍ تَسْكُنُهُ
بِأَمَانٍ
كَلِمَاتِي
رَافِضَةٌ أَنْ تَبْقَى
خَلْفَ القُضْبَانِ
كَمْ أَسْأَلُ نَفْسِي
وَأَنَا حِيرَانٌ
لِمَاذَا يَمُوتُ الإِنْسَانُ
جُوعًا
وَمَزَارِعُ عَالَمِنَا
تَكْفِي وَتَفِيضُ
هَذَا عِصْيَانٌ
مَنْ قَالَ بِأَنَّ الجَنَّةَ
تُنَالُ بِظُلْمِ الإِنْسَانِ؟
مَنْ قَالَ بِأَنَّ العَيْشَ
حِكْرٌ
عَلَى مَنْ يَمْلِكُ
صَكَّ الغُفْرَانِ؟
يَا زَمَنُ،
عَلَى أَنْ يَحْيَا
فِيكَ حُرٌّ
وَيَرْضَى
أَنْ يَبْقَى جَبَّانٌ
يَمْلَأُ قَلْبَهُ
بِصَبْرٍ
يَجْعَلُهُ مُدَانًا
عَارًا
أَنْ تَمُوتَ نَخْوَتُنَا
أَمَامَ أَعْيُنِنَا
وَتَخْلُو السَّاحَةُ
مِنْ جَمْعِ الفُرْسَانِ
لِإِبْقَاءِ
البَاطِلِ يَزْهُو
إِنْ طَلَعَتْ
شَمْسُ الحَقِّ
مِنْ خَلْفِ القُضْبَانِ
لِإِبْقَاءِ لِجَهْلٍ
يَسْمُو
فِي غِيبَةٍ
أَرْبَابِ الإِيمَانِ
لِإِبْقَاءِ لِإِنْسَانٍ
لَيْسَ بِإِنْسَانٍ
السِّجْنُ وَحْدَهُ
مَلِكُ السِّجَّانِ
لَنْ يَطْلُبَ
يُوسُفَ مِنْ أَحَدٍ
شَيْئًا
غَيْرَ الرَّحْمَنِ
لَنْ يَسْأَلَ مُوسَى
بَعْدَ اليَوْمِ
عَنْ سَبَبِ
خَرْقِ نَوَامِيسِ الأَكْوَانِ
لَنْ يَحْلُمَ أَحَدٌ
بِالحُبِّ
دُونَ مَعْرِفَةِ العُنْوَانِ
السِّجْنُ الأَكْبَرُ
هُوَ نَفْسُكَ
يَا إِنْسَانُ
بقلم : عبد الله محمد حسن
توثيق: وفاء بدارنة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق