الأربعاء، 8 يناير 2025


*** طفلُ الخيامِ. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** طفلُ الخيامِ. ***

بقلم الشاعرة المتألقة: فاطمة حرفوش 

*** طفلُ الخيامِ. ***

أقولُ قولي والكلامُ في فمي

يأبى السكوتَ ودمعُ العينِ ينهمرُ 

تُبَّت لكم من أمةٍ أطفالها

في خيامِ البردِ والفقرِ ترتعدُ

لا صيفاً يرأفُ حرُّه بهم

ولا شتاءً تهدأ رياحُه  

بعد أن تعصفَ بأجسادهم العاريةِ

وتضربهم أسواطُ المطرِ

وتهزأ من صمودهم وثباتهم الحيلُ

يتوسدون سريرَ الطينِ عند نومهم

ويلتحفون بُردَةَ السماءِ حين

تنهارُ من شدةِ العواصفِ وتسبحُ الخيمُ 

كلُ الأعرابِ خانت قضيتهم

وتخلت عنهم لعدوٍ فاقَ إجرامه الخيالَ

وتعجَّبت من هوله الأممُ

فهربت من عيونهم البريئةِ فرحةُ الأحلامِ 

وتنفَّست صدروهم الصغيرةُ العناءَ

لا ألعاباً يلهون بها ولا طعاماً يقتاتون به 

يُسكتُ غضبَ أمعائهم 

ولا ناراً تقيهم لسعةَ البردِ

ولا حتى بأيديهم قطرةَ ماءِ 

تُطفىء ظمأ قلوبٍ عاثَ فيها الظمأ

نظرتُ طويلاً حولنا في المعمورة

 فلم أر قوماً غيرَ العربِ 

يغتالون بكلِ بساطةٍ أحلامَ الصغارِ

ويتحالفون جهراً مع الأعداء 

 ويقولون هذا سلامُ

قسماً بربِ العبادِ هذا هو العارُ

قومٌ قد باعوا أوطانهم للشيطانِ بلا مقابلٍ 

ورقصوا سراً وجهراً مع الشيطانِ 

وقالوا .. للضرورةِ ألفُ عذرٍ وأحكامِ 

ولا خوفَ علينا تفصلُ بيننا وبينهم 

بحورٌ وسهولٌ وجبالٌ ووديانٌ

وجعلوا عروشهم فوقَ أطنانِ الدمارِ

ووضعوا يدهم بيد عدوهم 

وقالوا نحن هنا ومن بعدنا الطوفانِ

وعلى دنيا الناس السلامُ

     . . . . . . . . . 

بقلمي فاطمة حرفوش

 سوريا

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق