*** جنون الصّبى. ***
النادي الملكي للأدب والسلام
*** جنون الصّبى. ***
بقلم الشاعر المتألق: مهدي خليل البزال
*** جنون الصّبى. ***
وعادَ شقاءَها ليَدقُّ بابي
لتسمَعَ ما سيُخبِرُها جوابي .
سمِعتُ قرارَتي تُلقي حِوارا
لتَكشِفَ عن مناقِبِها حِجابي .
وتَجمَعُ بعضَ ما افَتقَدتهُ روحي
عظيمُ بفَقدِهِ ظَهرَ اضطِرابي .
وعدُّ تنَفُّسي كَشفَ اعتِلالي
وضَيمُ الدَّهرِ قد ملأَ الخوابي .
عصَرتُ جُفونيَ الحَمقى لتَبكي
تبخَّرَتِ الدُّموع ُ على هِضابي.
لذاك نثَرتُ باقي الدّمعِ فيها
وبعضُ السِّحرِ يجمَعُها سحابي .
فيا وجعَ العُصورِ شَكَوتُ أمري
لربِّ الخلقِ أسأَلُ عن جوابي .
لقد عبرَ الشَّقاءُ حدودَ مدّي
سأعلِنُ عنكِ في أُسُسِ انسِحابي .
ولستُ أخافُ أهرُبُ من لَظاها
رُكامَ سِنينِها كشفَت عذابي .
ومهرُ بقاءِنا فيها كبيراً
سُمومُ سخَاءِها أكلت شِعابي .
وكمْ حَفَر َ الضَّلالُ بنا عميقاً
تجذَّرَ في الجَداوِلِ والرَّوابي .
تهَشَّمَ جُرحُنا والروحُ ثَكلى
لذاكَ شكوتُ للباري عِتابي .
صَبرتُ على قسَاوَتِها سِنينا
نسيتُ جنونَها وقتَ التَّصابي .
حملتُ رُكامَ همّي فوقَ ظهري
ودُرتُ أجولُ في طُرقِ التَّغابي .
ترهَّلَتِ العِظامُ وشابَ شعري
لقِلَّةِ حيلَتي يبِسَت جنابي .
سأتركُ في صِباغِ الصَّخرِ دمعي
وأحفُرُ في جوانِبهِا كتابي .
وأنزِفُ فوقَ قِشرتِها وفائي
هناكَ دمايَ يشهَدُها خِضابي .
هناكَ مُروئَتي انتَفضَت شُموخاً
ليذرِفَها على وجَعي غِيابي .
ورَشحُ نقاوَتي رفَضَت هوَانا
لذا امتَلأتْ خزائِنها عُبابي .
فيا سُحبَ السَّماءِ خُذي دموعي
وألقي فيه ما حَمَلتْ قِرابي .
أنا حُرٌّ خُلِقتُ على يقينٍ
بأنَّ اللّهَ لم يشَأِ اضطِرابي .
وأنَّ اللّهَ عرَّفني سَبيلاً
لأملأَ من مناقِبهِ جِعابي .
سأُفرغُ في فجاجِ الأرضِ حبّي
وأسقي من منابِعهِا الرّوابي .
الشاعر مهدي خليل البزال
ديوان الملائكة. جنون الصّبى.
الرقم الإتحادي 2016/037
8/1/2025
توثيق: وفاء بدارنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق