الأربعاء، 8 يناير 2025


*** جنون الصّبى.  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** جنون الصّبى. ***

بقلم الشاعر المتألق: مهدي خليل  البزال 

*** جنون الصّبى.  ***

وعادَ شقاءَها  ليَدقُّ  بابي 

لتسمَعَ  ما سيُخبِرُها  جوابي .


سمِعتُ قرارَتي تُلقي حِوارا

لتَكشِفَ عن مناقِبِها حِجابي .


وتَجمَعُ بعضَ ما افَتقَدتهُ روحي

عظيمُ  بفَقدِهِ  ظَهرَ  اضطِرابي .


وعدُّ  تنَفُّسي  كَشفَ  اعتِلالي

وضَيمُ الدَّهرِ قد ملأَ الخوابي .


عصَرتُ  جُفونيَ الحَمقى لتَبكي

تبخَّرَتِ الدُّموع ُ على هِضابي. 


لذاك  نثَرتُ   باقي  الدّمعِ  فيها 

وبعضُ السِّحرِ يجمَعُها سحابي  .


فيا وجعَ العُصورِ شَكَوتُ أمري 

لربِّ الخلقِ أسأَلُ عن جوابي .


لقد عبرَ الشَّقاءُ حدودَ مدّي

سأعلِنُ عنكِ في  أُسُسِ  انسِحابي .


ولستُ أخافُ أهرُبُ من لَظاها

رُكامَ  سِنينِها  كشفَت  عذابي .


ومهرُ  بقاءِنا  فيها  كبيراً

سُمومُ سخَاءِها أكلت شِعابي .


وكمْ حَفَر َ الضَّلالُ بنا عميقاً

تجذَّرَ  في الجَداوِلِ والرَّوابي .


تهَشَّمَ جُرحُنا والروحُ ثَكلى 

لذاكَ شكوتُ للباري عِتابي .


صَبرتُ  على  قسَاوَتِها  سِنينا 

نسيتُ جنونَها وقتَ التَّصابي .


حملتُ رُكامَ همّي فوقَ ظهري 

ودُرتُ أجولُ في طُرقِ التَّغابي .


ترهَّلَتِ العِظامُ  وشابَ شعري

لقِلَّةِ  حيلَتي يبِسَت  جنابي .


سأتركُ في صِباغِ الصَّخرِ دمعي

وأحفُرُ  في جوانِبهِا   كتابي .


وأنزِفُ  فوقَ  قِشرتِها  وفائي

هناكَ  دمايَ يشهَدُها خِضابي .


هناكَ مُروئَتي انتَفضَت شُموخاً

ليذرِفَها  على وجَعي  غِيابي .


ورَشحُ  نقاوَتي  رفَضَت هوَانا

لذا  امتَلأتْ  خزائِنها  عُبابي .


فيا سُحبَ السَّماءِ خُذي دموعي

وألقي فيه  ما حَمَلتْ  قِرابي .


أنا  حُرٌّ  خُلِقتُ  على  يقينٍ

بأنَّ اللّهَ لم  يشَأِ  اضطِرابي  .


وأنَّ  اللّهَ  عرَّفني  سَبيلاً

لأملأَ  من  مناقِبهِ   جِعابي .


سأُفرغُ في فجاجِ الأرضِ حبّي

وأسقي من منابِعهِا  الرّوابي   .


الشاعر مهدي خليل البزال

ديوان الملائكة. جنون الصّبى. 

الرقم الإتحادي 2016/037

8/1/2025

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق