الجمعة، 15 نوفمبر 2024


*** أبواب  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** أبواب ***

بقلم الشاعر المتألق: م. عماد حسو 

*** أبواب  ***

#وجود ــ وحدود #

شتاء الغربة قاسٍ سرمدي .. و أنا في غرفتي المتهالكة وجدتُني أمسح مرآة بيدي .. أمعنتُ النظر بها لكني سِوى الظلام ما رأيت.. 

و رحت أبحث عن ذاتي في أرجاء البيت. 

صرتُ أُمَنّي النفس عَلّي أجد شيئاً مِنّي من بقايا الأمس .

خارت قواي و وهنت الهِمَّة فرجعتُ إلى غرفتي في هذه العتمة..

لِأَجد ذاتي أقف عارٍ أمام مرآتي..مشاعري تنوح و تصيح ... 

و قبل أن أستل ضلعاً من صدري و أحتطب العظام .. داهمتني أُمور جِسَام .. قلبَت كل موازين الحياة و أطاحت خيمة الذات التي اشدتها على الإنسجام.. 

عاصفة خوف فتكت بشعور الأمان .. و راحت تحتسي على رفاته خمر الدِّنان.. 

و تصدعت قلعة المشاعر و حِصنها الحصين..فأمست أثراً بعد عين.

بِكلتا اليدين إنتزعت ماتبقى..و نثرتها في كبد السماء عَلَّها لا تشقى . 

جلست على أطلال مقبرة المشاعر المتبلدة و في قلبي نار و الحرب مُتقِدة .. فصيل من اليأس ضد فصيل من الكآبة..و كل طرف يحاول فرض السيطرة.. فضربتُ بعضها ببعضها و تركتُ النار مستعرة.. و أنا أدندن المواويل والعتابة: 

ثُمَّ ماذا .. ثُمَّ ماذا .. 

ف نيرون ليس أكثر مني تطرفاً و جنون.

بهذه الأثناء.. إنهمرت سُحُب العيون بالدمع و تفجرت بيداء المشاعر بالنبع .. وعلى أرض الظنون إلتقى الجمع.. فَخمدت نار الفَناء.

بعد حين سمعتُ صوت دعاء و أنين.. إنه آتٍ من قلبي حيث إستقر مركب اليقين.

هناك رأيتُ رجلاً و امرأةً و طفلين نائمَين.. 

 إتخذوا من قلبي ملاذا.. وأنا على ذاك الحال من الإنشاد و المقال : 

ثُمَ ماذا .. ثُمَّ ماذا ..

إبتدا عمري بِكِ لافتاً أخاذا ...

وعلى الماضي كَبَّر أربعاً و استعاذا ... 

همستُ في قلبي : ما إسمهما ؟!! 

فأجابت الأم : ابن روحي .. 

و رَد الأب : بنت روحي .. 

فقُلت : الناي عانقت العلياء...

ليُوْءَدُ الحزن و النحيب ..فلِكلٍ من إسمه نصيب 

ومن هُنا ابتدأت الأسماء.. و تعالى

 من قلبي صوت الثناء

 والدعاء

 ليطرق أبواب السماء. 

     بــ🖋️ : م. عماد حسو

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق