الأربعاء، 16 أكتوبر 2024


(  واقعي وأنا)

النادي الملكي للأدب والسلام 

( واقعي وأنا)

بقلم الشاعر المتألق: زياد الجزائري 

(  واقعي وأنا)

ياسائلاً   عَنِّي   كُفِيتَ    شُرورا

دَعني أَهيْمُ  مَعَ  الرُّؤى مَخمورا

أَتجَنَّبُ    التَّفكِيرَ       والتَّعبِيْرا

وَأَعِيشُ  أَيَّاماً   كَذا     وَشُهورا

فِيْ  واقِعي التَّفكيْرُ مَحضُ تَأَلُّمٍ

فِلِما   أُفَكِّرُ ؟ هَلْ  أَظَلُّ  أَسِيرا ؟

لِمَخاوفِي  ومَواجِعِيْ  فِيْ  عالَمٍ

تَرَكَ  الطُّموحَ  بِخافِقِي   مَقبُورَا

وَبلاغَةُ    التَّعبِيرِ   كَمْ   أَدمَنْتُها!

لا  لَمْ  أَجِد   لَها   مَرَّةً      تَأْثِيْرا

أَبدَعتُ مِنْ أَشهى البَيانِ  رَوائِعَاً

وَقَطفتُ   مِنهُ   زَنابِقَاً    وَزُهُورا

لَكِنَّها       ماأسعَدتني      مُهْجَةً

أَو  أَحدَثَت  في  واقِعي  تَغيِيرا

أَنا   في زَمانٍ   كُلُّ   فَذٍّ    حائِرٌ

فِيهِ   ويَحيا  في الوَرى  مَغمورا

فِي  غُربَةٍ  لِلرُّوحِ   بِتُّ  حَبِيسَها

والقلبُ رَوضٌ  كَم  غَدا  مَهجُورا!

أَيامِيَ  الجَرداءٌ  أَقضِيها    سُدىً

بَلْ    أَكتَفِي أَنيّ أَعيشُ  حُضورا

أنا   مُثلُ غَيريَ  في دُنايَ وأُمَّتي

أَصبَحتُ  مَوؤدَ   المُنى   مَقهورا

كُلُّ   المَطامِحِ  لُخِّصت في  لُقمةٍ

والبُؤسُ  أَمسى صَاحِباً  وَسَميرا

أمَّا  الصِّحابُ فليسَ منهم واصِلٌ

كُلٌّ    غَدا     بِمصالِحٍ    مَجرورا

يَسعى لِوصلٍ ذوي المناصبِ والغِنى

مُتَحاشِياً     خِلَّاً     يَراهُ     فَقيرا

بَل   ذلكَ  (النَّقالُ) زادَ  مِنَ  الجَفا

فَترى   الجَميعَ   بِحُسنِهِ  مَسحورا

شَغلَ  العبادَ  عَنِ  التَّزاورِ    واللِّقا

وَعَنِ   المَكارِمِ    زَادهُم    تَخديرا

ياسائلي ؛  ماذا    نَظمتَ  مؤخَّراً ؟

رَدِّي   يَطولُ  وما  ذكرتُ  يَسيرا

لا    لم   يَعُد   لِلشِّعر  مِنْ مُتَذَوِّقٍ

إلا    القليلُ   فَلا    تَلُم    مَعذورا

قَد  أَزهدتهُ   الحالُ  في نَظمٍ   لَهُ

من  بَعدِ ما  دَفقَ   القصيدُ  غَزيرا

خمسون  عاماً  قَد  مَلأتُ  دفاتري

بروائعٍ     عَبقَت   رُؤىً    وَشُعورا

لكنْ   بِرغمِ    فرائدي   ومَلاحِمي

لا  لستُ  مرموقاً   ولَستُ   شَهِيرا

والعيبُ في  ذوقٍ تهاوى ليس في

أدبٍ   يفوحُ منَ  السُّطورِ     عَبيرا

لو  عِشتُ في الزَّمنِ الجميلِ أَجَلَّني

وَدُعِيتُ   في فنِّ    القريضِ  أَمِيرَا

    للشاعر  ؛  زياد الجزائري

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق