السبت، 14 سبتمبر 2024


*** وحي  الذكريات. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** وحي الذكريات. ***

بقلم الشاعر المتألق: مصطفى طاهر المعراوي

*** وحي  الذكريات. ***

كلمات/مصطفى طاهر

****************

نَفْحٌ مِنَ الشِّـعْرِ أَمْ شِــعْرٌ مِنَ العَبَقِ

فَاحَتْ نَسَــائِمُهُ فِي الحِبْرِ وَالوَرَقِ

كأنّـــَما مُزِجَــــــتْ بِالطِّيْــبِ أَحْرُفُهُ

وَاليَاسَـــمِيْنِ وَزَهْرِ الفُلِّ وَالحَبَــقِ

هَبَّتْ مِنَ الشَّــامِ مثْل الغَيْمِ مَاطِرَةً

رَوَّتْ صَدَى مُهْجَتِي منْ غَيْثِهَا الغَدِقِ

لَمَّا ذَكَرْتُ رُبُـــــوعَ الشَّامِ أَرَّقَنِي

فَيْضُ الحَنِيْـنِ إِلى تَارِيْخِهَا الأَلقِ

وَبِتُّ فِي أَرَقٍ أَشْــتَاقُ رُؤْيَتـهــــَا

وَهَلْ تَرُدُّ حَبِيــْباً شِـــدَّةُ الأَرَقِ

فِي القَلْبِ سَـاكِنَةٌ فِي العَقْلِ مَاثِلَةٌ

تَجْلُو بِطَلْعَتِهَا سَــيْلاً مِنَ العَسَــقِ

فَوَجْهُهُا أَلِقٌ وَالخَـدُّ نَــاضِرَةٌ

كَأنَّـهَا وُلِدَتْ مِنْ حمْرَةِ الشَّــفَقِ

كَغَادَةٍ خَطَرَتْ وَالسِّـحْرُ يَسْــبِقُهَا

هَمَّاسَـة السَّـــيْرِ فِي زَهْوٍ وَفِي رَقَقِ

فَالشَّـامُ فَاتِنَةٌ بِالحُسْــنِ مُفْرَدَةٌ

كَأَنَّـهَا الشَّــمْسُ فِي إِطْلالَةِ الفَلَقِ

عَشِـــقْتُ أَرْضَكِ وَالأَشْواقُ تَحْرقُنِي

وَالعشْقُ فِي القَلْبِ حَتَّى آخِر الرَّمَقِ

قَدْ كُنْتُ أَمْلَأُ مِنْ أَنْفَاسِـهَا قَلَمِي

وَكُنْتُ أَنْسُـجُ مِنْ أَهْدَابِهَا وَرَقِي

وَكُنْتُ أَنْظُمُ شِـعْرِي مِنْ جَدَائِلِهَا

فَيَرْقُصُ الحَرْفُ فَوَّاحـــاً عَلَى النَّمـــَقِ

فَالشَّمْسُ تَبْدو كَوَجْهِ الشَّامِ سَاطِعَةً

وَالشَّامُ تَزْهُو كَعِقْدِ الدُّرِّ فِي العُنـــُقِ

إِنْ جَالَ ذِكْرُكِ فِي قَلْبِي وَفِي خَـــــلَدِي

تَجْتَاحُ نَفْسِيَ أَسْــرَابٌ مِنَ العَبَقِ 

يُغَرِّدُ الطَّــــيْرُ فِي عَلْيَائِهِ جَذَلاً 

وَيَنْسُــــجُ الشَّوْقُ أَحْلاماً عَلَى الأُفُقِ 

آهٍ عَلَى الشَّامِ فِي حُزْنٍ وَفِي شَجَنٍ

فِي مُقْلَتَيْهَا نَزِيْفُ الدَّمْعِ  وَالوَدَقِ

ضَاقَتْ مَنَافِسُــهَا طَالَتْ مَصَائِبُهَا

تَغْفُو وَتَصْحُو بِوَجْهٍ شَـاحِبٍ قَلِقِ

أَمْجَادُهَا سُــــــرِقَتْ أَوْصَالُهَا قُطِعَتْ

جَفَّتْ عَلَى شَفَتَيْهَا رَشْــفَةُ الغَبَقِ

تَبَّــتْ يَدَاهُ الَّذِي بِالحِقْدِ جَرَّحَهَا

وَأسْـكَنَ الهَمَّ فِي الخَدَّيْنِ وَالحَدَقِ

صَبْراً شَـــآمُ سَـــيَجْلُو اللهُ غُمَّتَنَا

فَالشَّمْسُ مَشْرِقُهَا مِنْ عَتْمَةِ الغَسَـقِ

وَاليَاسَــمِيْنُ سَيَزْهُو فِي مَرَابِعِنَا

وَالشَّامُ تَرْفُلُ فِي فُسْتَانِهَا الأَنقِ

****************

كلمات/مصطفى طاهر المعراوي

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق