الاثنين، 16 سبتمبر 2024


(ذيل الحمامة) 

النادي الملكي للأدب والسلام 

(ذيل الحمامة) 

بقلم الشاعر المتألق: مصطفى علاء بركات 

(ذيل الحمامة) 

قصة قصيرة   

  كان الخبر الأبرز فى كل برامج التلفاز و معظم الصحف الحكومية يحمل نفس العنوان ،

( ذيل الحمامة ) :-

لابد من إستعمال ( ذيل الحمامة )  لا غنى عنها 

( ذيل الحمامة ) يصب فى مصلحة الشعب 

تتفرد بلادنا ب ( ذيل الحمامة ) نظرا لإختلاف ثقافتنا عن باقى الشعوب ، و( ذيل الحمامة ) هو عبارة فعلاً عن بعض ريش طائر الحمام مثبتة مع بعضها و عليها رمز أو كتابة أو نقش ما ، يقوم الشخص بوضعه على النصف الأسفل من الجسد فوق البنطلون أو الحزام أو ايا كان ما يلبسه  الرجل و المرأة ليغطوا عوراتهم .


  و بالرغم من هذا الفيضان فى وسائل الإعلام المكتوبة و المرئية  ، إلا أن أحداً لم يشتريه أبدا ، بدأ الوزراء و المسئولين فى الجهات الرفيعة المستوى بوضع ( ذيل الحمامة ) فى الإجتماعات و المؤتمرات المحلية  ، كما تطوع مجموعة من المفكرين و المثقفين فقال أحدهم : 

- (ذيل الحمامة) الحمامة رمز السلام ، و الذيل رمز الطيران و الحرية 

قال أخر : ( ذيل الحمامة ) نموذج للعودة الثقافية لأصولنا الموروثة 

- من لا يفهم ( ذيل الحمامة ) يفتقد الحس  الأدبى  السليم 

أحد المشايخ الذى يتلقى راتب و إمتيازات كبيرة من بعض المسؤولين قال ( طاعة ولى الأمر واجبة ما لم تكن معصية و وضع ( ذيل الحمامة ) لا معصية فيه ، فيجب وضعها تجنبا للشبهات و الله على ما أقول شهيد 

 بدأ الأمر يتحول تدريجياً لتوجه عام ، فأصبح ( ذيل الحمامة ) جزء أساسى من ثياب جميع العاملين بالقطاع الحكومى و تم اعتباره عهدة و أقر كل موظف بحصوله عليها بشكل رسمى ، و التقطت الصور للمديرين و مشرفى الأقسام من ظهورهم  بدون صور وجوههم  - و ذلك بناء على طلبهم -  و هم يضعون ( ذيل الحمامة ) ، أصبح كل شخص يتوجه للحصول على خدمة حكومية أو منتزه عام أو حتى مستشفى لابد من وضع ( ذيل الحمامة ) و تم إنشاء جهة رقابية متخصصة حازمة جدا و محايدة ،  دورها الوحيد التأكد من إلتزام الجميع ، بوضع ذيل الحمامة 

و نظرا لندرتها و إرتفاع ثمنها أكثر من ثمن الحمام نفسه ، لجأ البعض مضطرا لوضع ريش دجاج أبيض أو أوراق ناعمة شبيهه بالريش ... و لكن وزارتى الصحة و الدفاع صرحت بأن إنتشار هذه الأشياء كلها خطر على الذوق العام بل و قد تؤثر على إستقرار الدولة ! 

و لابد من الحصول عليها فقط من المنافذ الرسمية المعتمدة ، و تم بث عدة فيديوهات و صور توضح ( ذيل الحمامة ) المعتمد و المقلد و أنه لا يتوفر فقط إلا فى المنافذ المعتمدة ، و أن أسعاره ثابتة منعا للإستغلال !


   أصبح ( ذيل الحمامة ) أمراً معتاداً و تقبله الجميع و لو على مضض ، خصوصا خارج منازلهم و عند دخولهم المنزل يلقونه بجوار الحذاء أو على مدخل الشقة ، كما خصصت الدولة ميزانية لهذا المشروع القومى ، الذى حقق أرباح كبيرة بالرغم من أن بدايته كانت بذرة  صغيرة ، عندما تعرض أحد المسؤولين الكبار لمرض غريب أصاب الطيور عنده فى مزرعته الضخمة لإنتاج الحمام و أدى لموت كل الطيور فى مزرعته . 

( تمت) 

بقلم / مصطفى علاء بركات

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق