الاثنين، 6 مايو 2024


***  بَكَتْ ليْلى.  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

***  بَكَتْ ليْلى.  ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي 

*** بَكَتْ ليْلى. ***

دعوا الأيّامَ تزهـــــرُ بالأماني***لنقطفَ ما يروقُ من المـجاني

مشيْنا في الطريقِ بهمْسِ خطوٍ*على جَنْبِ الرّصيفِ منَ الزّمانِ

وكنّا نرقُــــبُ الأيّام فيــــنا***ونبحثُ في الزّمانِ عـــنِ المكانِ

وعنْ فصلِ الشّتاءِ سألتُ ليْلى***فكانَ جوابُــها قبـــــلَ الأوانِ

وقالتْ لي كلاماً جلّ قوْلاً***وفيه جرى اللّســـــــانُ مع البيانِ

////

نظرتُ تأمُّلاً في جوْفِ ليلي***كأنَّ اللّيـــــــلَ منْ أعداءِ أهْلي

سألتهُ عنْ ربـــــــيعٍ فرَّ منّا***وعنْ وطـــــــنٍ تبدّدَ في خيالي

فجاءَ الرّدُّ ضرْباً بالرّصاص***وشنْقاً في المـــــــعاقلِ بالحبالِ

وأرْعبني الرّصاصُ ببطْشِ نارٍ***تردّدَ وقْعُهُ وســــــطَ الجبالِ

فما وجدَ الرّبيعُ سوى هروباً***وقدْ فقدَ العـــديدَ منَ الرّجالِ

////

بكتْ ليلى وأهلُها في بلادي***وكُبِّــــــلَتِ القــــوائـمُ والأيادي

وصَبّتْ راجِماتُ النّارِ حِقْدا***فحَوّلتِ الحــــــياةَ إلى جمـــادِ

بكتْ ليلى وحقَّ لها البكاءُ***وقد هجَــــمَ الخرابُ على البـــلادِ

وأُدْرِفتِ الدّموعُ على خدودٍ***بها التّــفّاحُ أزْهرَ في البـــوادي

وفي الشّامِ الأبيّ جرَتْ دماءٌ***بضَربِ النّارِ فـي وسطِ العـــبادِ

////

أتى فصْلُ الرّبيعِ من الجنوبِ***فأرْغمهُ الشّمالُ على الهـــروبِ

وما أهلُ الجنوبِ سوى عبيد***وقومٌ من سَـماسرةِ الشّـــعوبِ

بهائمُ في الخُضوعِ قدِ اسْتمرّتْ***بِمَشرقِها تسيرُ إلى الغـروبِ

أرادتْ أنْ تَعيشَ على المآسي***وتفْــرحَ بالشّـقاءِ وبالكــــروبِ

وتَنعَمَ بالتّقــشّفِ في زمانٍ***يُمارسهُ الشّمالُ على الجــــنوبِ

بقلم : محمد الدبلي الفاطمي

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق