الثلاثاء، 7 مايو 2024


***  لستُ أدري .. ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** لستُ أدري .. ***

بقلم الشاعرة المتألقة: وفاء فواز 

***  لستُ أدري .. ***

كيف أُقنعُ الحِبر أن يسكنَ سِجن القلم

ويصنعَ منه بستاناً عاطراً من المعاني ؟

كيف أُقنعُ عباءَةَ الليل السوداء أن تحملَ 

في طياتها حقائبَ سفر كذاكَ القادم 

من أميالٍ بعيدة وأضاعَ طريق عودته ؟

كيف أقنعُ الصُدْفة أن لاتجمعني بهم يوماً

على ذاتِ رصيفٍ بارد ؟

كيف أقنعُ الشمس أن تنسى موعدها

 وتُخرِجَ من تحت وسادتي أغنيةً بنفسجية اللون ؟

لستُ أدري ..

كيف اصطفّ على أصابعي أحدَ عشر كوكبا

 أعزفُ عليهم أنغاماً تهزّ أوصالَ الفراغ

توكّأتُ على عصا اللهفة ووأدْتُ بكفيّ الجمر

أدرتُ بوصلتي وأسرجتُ قلبي إلى تخومِ النسر

امتطيتُ السحاب لأسابقَ الريح

لستُ خائفةً من شوكِ الدروب ولا من عتمةِِ السراديب

لستُ خائفةً من أُحجياتِ الزمن وجنون العُمر 

ولا من ألغاز الطيف وخداعِ السراب

عانقتُ أحلامي وتدفّق الفرح في عينيّ

خلعتُ قلبي وأتيتُ حافيةً أسيرُ بلا ظلّ

أُلملمُ ماسقط من ملامحي

هناك لحنٌ داعبَ  مسامعي طرباً وصوتُ يُناديني

 تعالي إليّ، هنا موطن الشِعر ودرب القوافي

اِعزفي فوق كفوف الندى بأصابعك

تعالي كغفوةٍ معلّقة أهدابها بين السماء والأرض

اسحبي العتمة من قلبي وروحي ودعيني أحتضنُ

ثرثرة عينيكِ

هدّئي من روعي واكتبيني قصائدَ تركضُ حروفها

كغزلانٍ في حقولِ القمح والبُنّ

كيف أشعلتِ أعواد بخّور ورقصتِ فوق غيمي ؟

كيف تكوّرتِ كعصفورٍ صغيرٍ وغفوتِ في عينيّ ؟

كيف همستِ على عتمةِ كلماتي فأضاءَت

 شُموعاً وقناديل ؟

كيف نشلتِ من قاعِ قلبي ياقوتاً فازدهى 

فرحاً وتغاريد ؟

كيف نثرتِ العطرَ على ناصيةِ أحلامي فأزهرت

 أغاني ومواويل ؟

مازلتِ ياطفلة الروح تشاغبين أراجيحَ الصمت

 وتُقيمين عُرسَ الفرح بقصائد مطر

ومازالت أزقّة ذاكرتي ..

تُناديكٍ  .............. !!

وفاء فواز \\ دمشق

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق