الاثنين، 6 مايو 2024


***  مَحْكَمَة!!!!  ***

النادي الملكي للأدب والسلام 

*** مَحْكَمَة!!!! ***

بقلم الشاعر المتألق: محمد الأدريسي

***  مَحْكَمَة!!!!  ***

مِلَفُّ رَقْم 1917/ بِلْفُورَ وَالخَوَنَة 

المُدَّعِيَةُ حُرَّةٌ مِنَ الأَرْض المُحْتَلَّة

المُدَّعِيَةُ عَلَيْها الأفْعَى البَرِيطانِيَّة 

قُطْعانٌ مِنَ المُسْتَوطِنِين الصَّهايِنَة 

شُهُودُ زُورٍ لِسَانُهُم يَتَكَلَّمُ العَربِيَّة


اِغْتِصابُ أرْضَ الغَيْرِ هِيَ التُّهْمَةُ

أَنا هُنا أُجادِلُ تارِيخَ هَذِهِ الأُمَّة

هُنا أُرِيدُ الاِسْتِيقَاظَ مِنَ الصَّدْمَة 

أنا هُنا بَيْنَ الذِّئابِ أُرَاوِغُ الهُولَة 

هُنا بَيْنَ كَذْبَةِ المُنَجِّمِينَ والخِيانَة


هَذِهِ لَيْسَتْ كَكُلِّ الحُروبِ البِرِّيَّة

هَذِهَ لَيْسَتْ كَكُلِّ الحُرُوبِ الجَوِّيَّة  

هَذِهَ لَيْسَتْ كَكُلِّ الحُرُوبِ البَحْرِيَّة

حَرْبُ اِقْتِلاعِ الجَدْرَ وَطَمْسِ الهَوِيَّة 

بِمُبارَكَة غَرْبٍ فَاشِيٍّ صَهْيونِيِّ النَّزْعَة


أنا هُنا كَفَارِسٍ يَنْتَظِرُ دُخُولَ الحَلَبَة 

تَجْري المِيَاهُ عَارِيَةً دُونَ سَتْرِ العَوْرَة

مَمْزُوجَةً بِدِمَاء الأَبْرِياء في غَزَّةَ العِزَّة

سِهامُ الغَدْرِ وَ الخِذْلاَنِ مِنَ الإخْوَة

هُنا بَيْنَ سَوادِ اللَّيْلِ وسَحَابَةِ الظَّلْمَة


فَاضَتْ القُلُوبُ وَالعُيُونُ تَبْكي الأَحِبَّة

القَبْرُ بِدُونِ اِسْمٍ وَأرْقامٌ بِسِجِّلِ الإبَادَةَ

فَداخِلِي مُحَاَصَرٌ بِأَلَمِ أطْفالٍ والمَجَاعَة

أمَّا الكَلامُ المُباحُ تَوَفَّى بِقُرْبِ المَقْبَرَة

لَمْ يَعْرِفْ تَارِيخُ الأُمَمِ مِثْلَ هَذِه الصَّلاَبَة


ولا عَرَفَ أطْفالاً شِدَادًا بِمِثْل هَذِه الثِّقَة

ما عَرَفَ التَّارِيخُ نِساءً تُرابِطُ بِهَذِهِ الشِّدَّة

ما عَرَفَ تارِيخُ أُمَمٍ تَوْقًا إلى ثَوْبِ الحُرِّيَّة

إنَّ لَنا في هُبُوبِ طُوفانِ الأقْصَى العِبْرَة

يَا مَعْشَرَ النَّاسِ الذِّئابٌ فَقَدَتْ البَسْمَة 


تَخْتَفي وَرَاءَ جِدارِ الجَمَاعَةِ المَحْمِيَّة  

طُلاَّبُ جَامِعَات ضِدَّ الإِبَادَة الجَمَاعِيَّة 

أمَّا العُرْبَان طُلاَّبٌ أمامَ الشَّاشَةِ التَّلْفَازِيَّة

يَدْعُونَ لِغَزَّةَ ونَصْرِ المُقَاوَمَةِ الفَلَسْطِينِيَّة

التَّظَاهُرُ مَمْنُوعٌ على المُكَوِّنَاتِ الشَّعْبِيَّة


الصَّبْرُ فَقَدَ صَبْرَهُ وَأخَذَ الصِّبْغَةَ العالَمِيَّة 

كَشَفَ النّازِيُّونَ عَنْ خُطَطِهِم الجَهَنَّمِيَّة

العَجْزُ يُضِيعُ الحُروفَ ومَعْنَى السَّلامة 

عَلَى نَهْر الهَوانِ يَتَزَاحَمُ مُصَلُّو الخُرَافَة 

مِنْ فَضَاءِ الحَدائِقِ إلى غُرَف الجِرَاحَة


بَيْنَ طَيّاتِهِ عَطَّرَتْ رَائِحَةُ مِسْكٍ غَزَّةَ الفَتَّانَة 

سَيَأْتِي يَوْمٌ نُحاسَبُ عَلى مُشاهَدَة الإبَادَة

أَيٌّها المُنَافِقُ عَلى بِسَاط الخِذْلانِ والخَيْبَة

لا تَقُلْ إِنَّكَ عاجِزٌ غَيْرُ قَادِرٍ عَلى النُّصْرَة

قَوَافِ الشِّعْرِ تَتَحَوَّلُ إِلى سَاحَة المُوَاجَهَة


كَيْفُ نُلغِي التَّارِيخَ كَيْفَ نُلغِي فَلْسَفَةَ الكِتابَة

تَأْبَى الأقْلامُ إلاَّ أنْ تَتَكَلَّمَ بِمَفَاهِيم السِّياسة

غَابَتْ لُغَةُ الضَّادِ تُسْمَعُ فَقَطْ اللُّغَةُ الأعْجَمِيَّة

لا حَيَاةَ لِمَنْ تُنادي لاَ حَياءٌ عَلى وَجْه الباغِيَة

تَغْيِيرُ المُنْكَرَ بِكَلَمَةِ حَقِّ هِيَ الصَّدَقَةُ الجَارِيَة


وَاجِبَات الإنْسانِ فَضْحُ الجَرائِمَ والكَرَاهِيَّة

مَنْ نُعَزِّي في شُهَداءِ غَزَّةَ وَهَوْلِ الخَسَارَة  

أَمِ العَزاءُ أوْلَى فِينَا وَفِي خَيْبَتِنَا والحَقارَة  

فَإِنَّ النَّصْرَ لَيْسَ مِنَ المُعْجِزَاتِ الشَّرْقِيَة

قِصَّةُ نَصْرٍ لَيْسَتْ مِنَ المُعْجِزات الغَرْبِيَة


نَصْرٌ مُبِينٌ تَسْقِيهِ دِماءُ الحَرائِرِ و الفِتْيَة

دَخَلَ قَلَمِي في اِضْرابٍ تَضامُنًا مَعَ الطَّلَبَة

في أرْجاء العالَمِ الحُرِّ إحْساسٌ بِألَمِ الكُرْبة 

إنَّ الآيَةَ مَعْكُوسَةٌ عِنْدَ عُرْبانِ الضَّمَائِرِ المَيِّتَة

النَّتِنْ يَاهُو وَجَمَاعَةٌ مُجْرِمَةٌ أعْمَتْهُم العَصَبِيَّة


وَ مَنْ لَفَّ لَفَّهُم سَيَدْفَعُونَ ثَمَنَ دِماءِ البَرِيَّة   

جَرَسٌ، صَمْتٌ رَهِيبٌ داخِلَ قَاعَةِ المَحْكَمَة

دَخَلَ القُضَاةُ وَقَفَ الحُضُورُ بَدَأَتْ الجَلْسَة

تَغَنَّى النَّازِيُونُ الفَاشِيُونَ بِالحُقُوق الإنْسانِيَة

لَمْ يُوَضِّحُوا إنْ كَانَتْ تَشْمَلُ الدِّمَاءَ العَرَبِيَّة


والنِّساءَ والشُّيُوخَ والأطْفالَ ودِمَاءَهُم الزَّكِيَّة 

إِنْ خَانَتْنِي لُغَتِي فَأَنا مُصِرٌّ عَلى دَرْبِ البَلاَغة

وَقائِعُ تَارِيخِ جَرائِمِ نازِيِّي أُورُوبا وَأَمِرِيكا الفاشِيَّة

صُنْعُ الاسْتِعْمَارِ البَغِيضِ بُناةُ جُدْرانَ العُنْصُرِيَّة   

ثُمّ رُفِعَتْ الجَلْسَةُ النُّطْقُ بالحُكْم بَعْدَ المُدَاوَلَة

مَحْكَمَة!!!!

حَكَمَتْ المَحْكَمَةُ لِلنَّازِحِينِ بِالتَّعْوِيضات وَالعَوْدَة

مُغَادَرَةُ قُطْعَان المُسْتَوْطِنِين إلى بُلْدَانِهِم الأصْلِيَّة

الحُكْمُ نِهائِيٌّ و لا تُقْبَلُ الطُّعونُ فِي هَذِهِ القَضِيَّة

المُتَعَطِّشُ لِلدِّمَاء مَقَرُّهُ مَارَسْتَان الأَمْرَاضِ العَقْلِيَّة

مُنذُ سَبْعِينَ عَامًا والعَدُوُّ في هذِه الحالَةِ المَرَضِيَّة

طنجة 01/05/2024

بقلم : د. محمد الإدريسي

توثيق: وفاء بدارنة 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق