الاثنين، 24 يوليو 2023


أفتّشُ في البلاغةِ عنْ بيانٍ

النادي الملكي للأدب والسلام 

أفتّشُ في البلاغةِ عنْ بيانٍ

بقلم الشاعر المتألق: محمد الفاطمي الدبلي 

أفتّشُ في البلاغةِ عنْ بيانٍ

أبى قلمي الرّضوخَ إلى الضّباعِ***وقرّرَ أنْ يظلّ من السّباعِ

تأبّط أحْرُفَ الإبْداع نــــــــظْماً***فأشرقَ بالبيانِ وبالشّعـاعِ

وأقْسمَ أنْْ يُناضِلَ في بلادٍ***بها الإفسادُ عَرْبدَ في الطّبــــاعِ

يلاحِقُهُ الذين طغوْا علينا***ويأبى الصّمْتَ في وجْهِ الرّعاعِ

فهلْ خُبِّرْتَ عَنّي في عِنادي؟***أُنازِلُ كالفرزْدقِ باليـــراعِ

                                 ////

سأرْجُمُ بالبيانِ المارقينا***ومنْ باعوا المـــــــبادئَ أجْمعينا

سأكشفُ عَوْرة السُّفهاءِ كَشفاً***يُبيّنُ خُبْثَهُمْ في العــــالمينا

فهمْ نهبوا بلادي واستبدّوا***وهمْ بِفسادهم نقَــــضوا اليمينا

ألم ترَ كيفَ أصبحنا قَطيعاً***نُقادُ إلى النّوائبِ مُهْطِــــــعينا؟

يسيرُ بنا الكسادُ إلى مصيرٍ***به العدْوى ستُؤْذي المُصْلِحينا

                                 ////

قبيحٌ أنْ نعيشَ على الفسادِ***وذكرُ الله يأمرُ بالرّشـــــــــادِ

نُمارسُ في القذارةِ كلّ فعلٍ***ونُفــــسدُ بالكلامِ وبالأيادي

كأنّ ثقافة الإفْسادِ فينا***أغارتْ بالــــــــتّلاعبِ في بلادي

فحوّلتِ النّفوسَ إلى سرابٍ***وحوّلتِ العقولَ إلى جمـــــادِ

وهانَ فما أُبالي بالمآسي***لأنّي ما استفدتُ منِ اجْْتهـــادي

                            ////

أتوقُ إلى الشَّهادَةِِ في نِضالي***وأطمحُ أن يُؤازرَني خَيالي

فديْتُ برغْبتي مالي ونفْسي***لأفلحَ في مُواصلة الــــنّزالِ

وكنتُ مُتيّماً بغرامِ نظْـــــــمٍ***أُجالسُهُ النّــــهارَ مع اللّيالي

أفتّشُ في البلاغةِ عنْ بيانٍ***يشخّصُ منْطقي عند السّجالِ

بأرضٍ كلُّ ساكِنِها غريبٌ***تَعيسُ الحظّ مُتّــــسخُ الفعالِ

                               ////

ألا أبلغْ سماسرة الرّقابِ***بأنّ الغدرَ يُنْسَـــــــبُ للذّئابِ

وإنّي قد لقيتَ الخُبْثَ فينا***تفشّى في الضّمائرِ بِالخَرابِ

نبيعُ نفوسَنا بيعاً رخيصاً***ونكرهُ ما يدلُّ على الصّواب

وهذا في الحقيقة سوءُ حالٍ***وعيشٌ ساقطٌ مثل الكــلابِ

رمانا الدّهر بالأرْزاءِ حتّي***غرقْنا في المفاسدِ كالذّبابِ   

  ////

يراعي في يَدي قلمٌ مُبينُ***ونظمهُ في الرّؤى نظمٌ مَتينُ

أبوحُ إليه بالنّجوى فيصْحو***وإنّهُ في يدي قلمٌ أمــــــينُ

فصرتُ إذا أصابتني خطوبٌ***أتيتُ إليه يطْلبني الحنينُ

رحيقٌ مثلُ عطْر الزّهر فيه***وفي كفّي بأحــــرفه يلينُ

يراعٌ منهُ غيثُ الفكر يأتي***وحبرهُ بالمعارفِ يسْتبينُ

بقلم : محمد الدبلي الفاطمي

توثيق: وفاء بدارنة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق